كتب وشِعر

بين يدي كتاب

بين يدي كتاب ثورة ال90 يوم

 

لرمضان من بين أيام العام أثر على قلب كل مسلم باختلاف درجة التزامه، فمن كان من أهل المسجد كانت رحلته أسهل ومن كان بعيدا عن المساجد تشوف وحاول لينافس ويجد قلبه الذي ضاع. أول ميادين الجهاد هي النفس ومن انتصر فيها فهو على غيرها أقدر، ورمضان فرصة للقيام بثورة على النفس لكن الكثير يتساءل، لما نبدأ رمضان بخطط للتغيير والعبادات لكن ما يلبث الشهر أن يبدأ حتى تفتر الهمم، فمن بدأ بصلاة التراويح توقف، ومن كان يصليها 8 ركعات أصبح يكتفي بأربعة وهكذا.

وهنا نبحث وسط الكتب عن جواب ليكون كتاب ثورة ال90 يوما يجيب علينا فالنفس التي بدأت في رمضان لم تستطع أن تصمد كثيرا فقطف ثمرة العبادات يحتاج بذرا وتعود فتبدأ الرحلة من شعبان للاستعداد لرمضان ونعيش التغيير في شوال.

 

استعد في شعبان

يبدأ الكتاب ب “استعد في شعبان” فالاستعداد يعود النفس على الخير ليأتي رمضان وقد اعتادت النفس على العبادات ولا تكون ثقيلة عليه. ورمضان ميدان للتنافس “ففي ذلك فليتنافس المتنافسون” فاسبق غيرك للصالحات.

شعبان شهر كثير من الناس تغفل عنه لأنه يأتي بين شهر رجب وهو من الأشهر الحرم ورمضان، رغم ان النبي -صلى الله عليه وسلم- كان كثيرا ما يصوم النافلة في رمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال، والتذكر فيه يخرج المسلم من الغافلين لتبدأ اليقظة مبكرا والاستعداد لشهر الطاعات رمضان.

وهنا نجد انفسنا نسأل كيف يكون الاستعداد؟

ليجب الكتب عن هذا السؤال في نقاط أولها أن الفرائض أساس والنوافل حراس، فابدأ بالتدرج لا تفرط بالفرائض مهما كان وتدرج بالنوافل لتحرس لك فرائضك التي اعتدت عليها وإن انشغلت أو خملت نفسك تركت نافلة لا فريضة. ويكون الاستعداد أيضا بصيام شعبان فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرا ما يصوم في شعبان وهذا كالتمرين على الصيام في رمضان.

ومن الاستعداد قراءة القرآن وسلامة الصدر من الشحناء فماهي الشحناء يعرفها الكاتب بأنها حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا لهوى في نفسه وهذه من أسباب منع المغفرة والمغفرة من الذنوب من أسباب تيسير الطاعات. وما العمر إلا لحظات يظنها الجاهل طويلة وما شعبان إلا أيام تمضي سريعا ونسأل الله بلوغ رمضان.

 

انطلق في رمضان

افة العبادات التعود والملل الذي يؤدي إلى الانقطاع ليأتي رمضان ويجدد في النفس الاقبال على الطاعات فيكون جوهرة الشهور وغنيمة السائرين إلى الله وفرصة للتغيير. فطول مدة رمضان 30 عام فرصة لترسيخ وتعويد النفس على ترك الطعام وهذا يساعد على تعويد النفس على غيرها من الطاعات القلبية أو طاعات الجوارح.

ما يتميز فيه رمضان أن كلا من حولك يصوم معك فلا يشعر المسلم انه يسبح عكس التيار وهذه فرصة للاستفادة من الجو العام السائد في رمضان للإقبال على الله سبحانه وهذا يساعد على التغيير في العادات والعبادات والعلاقات والقناعات والقلبيات.

يذكر الكاتب وصايا للتغيير وهي أثنا عشر وصايا متنوعة بين نصائح أن التغيير يبدأ من النفس وأن الله يهدي ويعين من جاهد نفسه لله كما يقدم نصائح لأهمية التخطيط الجيد لرمضان وليبدأ المسلم بالأسهل والأهم ويتدرج وينافس نفسه فهي ميدان التغيير المنشود وغيرها من الوصايا العملية

الكتاب يضع أمامك خطط عملية قابلة للتنفيذ ونصائح كل قارئ يستطيع تطبيقها بعون الله، بدأ من تغيير العبادات والنوم والتوبة والتفاؤل، يحدثك عن القرآن والأرحام الإرادة والملل والخشوع والصبر والكرم والكثير من الأمور التي نحتاج نثور عليه ونغيرها في حياتنا فقد انتهى وقت الحديث وبدأ وقت العمل.

 

استمر بعد رمضان

تأتي ثمرة اجتهاد المسلم في رمضان إن لمسها في الشهور التي بعد رمضان واستمر ولمس التغيير بقدرته على السباحة عكس التيار بعد أن انفض الناس من المساجد وعاد الناس لهجر القرآن احمل لنفسك نورا من رمضان يضيء لك باقي شهور العام. يبدأ الكاتب بالحديث عن أهمية الرفقة الصالحة التي تعين على الاستمرار وذكر عددا من حوافز الاستمرار من بينها فهم رسالة رمضان والدعاء وتذكر الموت

كتاب ثورة ال90 يوما يعين كل من أراد التغيير عند نقطة الانطلاق ليستعد ثم ينطلق ويستثمر رمضان ويستمر في شوال. يصلح هذا الكتاب لجلسات النقاش والتذكير والتخطيط قبل رمضان وقد شحذت الهمم فجزاه الله خيرا صاحب الكتاب (خالد أبو شادي) فكتبه تضع القارئ في الفعل والعمل وترسم خطوط العمل التي ينطلق منها أي مسلم.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة