كتب وشِعر

ابن خلدون و اهم المؤلفات

وراء كل إنتاج عظيم في العلوم والفنون والآداب ، وخلف كل تخطيط ناجح في الحياة والاقتصاد والاجتماع وغيرها من الميادين عباقرة ومبدعون نابهون ، وقادة عظماء كانوا مصدراً للمعرفة الإنسانية في آفاقها وتجددها ، فالرجال العظماء أعمارهم كغيرهم لكن أعمالهم تصمد عبر العصور .

وقد كان لهذا العصر قسطاً وافراً من هؤلاء الأعمال الأفذاذ الذين أرسوا دعائم حضارة راقية أسدت للإنسانية خدمات لا تقدر بثمن ، وابن خلدون أحد هؤلاء العباقرة ، لقد كان ثمرة يانعة لحضارة تم نضجها وبلغت غايتها في العصور التي تلتها حتى الآن.

ابن خلدون : 

هو عبدالرحمن بن محمد بن خلدون ، حضرمي الأصل ولد عام ١٣٣٢ ميلادي وتوفي عام ١٤٠٦ م ، يعرف لدى العرب أنه مؤسس علم الاجتماع ، ومما ساهم في تطوير شخصيته ولادته في عائلة تولت المناصب والمسؤوليات ، وكانت كذلك عائلة علم وثقافة وفكر الأمر الذي جعل ابن خلدون يختص أكثر بعلم السياسة والاجتماع

قالوا عن ابن خلدون :

١) آرنولد توينبي: ابتكر ابن خلدون وصاغ فلسفة للتاريخ هي بدون شك أعظم ما توصل إليه الفكر البشري في جميع العصور.

٢)جورج مارسيز: إن مؤلف ابن خلدون هو أحد أهم المؤلفات التي أنجزها الفكر الإنساني.

٣)إيڤ لاكوست: إن مولف ابن خلدون يمثل ظهور التاريخ كعلم وهو أروع عنصر يمكن أن يسمى بالمعجزة العربية .

٤) فلاديمير لينين: ترى أليس في الشرق آخرون أمثال هذا الفيلسوف ؟

٥) روجيه غارودي: فيما يتعلق بدراسة هيكل المجتمعات وتطورها فإن أكثر الوجوه تقدما يتمثل في شخص ابن خلدون  العالم والفنان ورجل الحرب والفقيه والفيلسوف الذي يضارع عمالقة النهضة عندنا بعبقريته العالميه في القرن الرابع عشر.

عن المقدمة :

مقدمة بن خلدون، هي مقدمة لسلسة ضخمة لكتاب العبر التي ألفها بن خلدون وتعد مقدمة بن خلدون هي كتاب مستقل، ولكن لم يكن الامر هذا في البداية، حيث كان يعتبرها المؤلف مجرد مقدمة ، ولكن بعد ذلك تم تصنيفها ككتاب مستقل ، من قبل المؤرخين .

وكانت مقدمة بن خلدون تتحدث عن جوانب الحياة العديدة، مما جعله الفارس الأول لتأسيس علم الاجتماع ، فقد كانت المقدمة تحتوي على علوم الشريعة والجغرافيا، والسياسية والاجتماع، وكيف يتم إنشاء الامبراطورية ، وما هي الأسباب في تدهور وانهيار الأمم ، وكما تطرق لأفعال الاشخاص ، وتأثير البيئة عليهم ، فهو كتاب مليئ بالكثير من الأفكار التي من الممكن أن تجعلك تستفيد من الحداث السابقة في التوقع فيما هو قادم .

بن خلدون في مقدمة الكتاب كاد يؤكد في كل مرة أن التاريخ الانساني ، يمر بفترات متشابهة مثل القوانين ، وعند دراسة هذه الظواهر سوف نجد باستطاعتنا التبوء بما هو قادم في المستقبل ، لان النمط الانساني يسير بشكل واحد في معظم ، العصور وان هذا مجرد تكرار لما يحدث .

محتوى مقدمة بن خلدون :

يحتوي كتاب مقدمة بن خلدون ، على ست أبواب وكما وضحنا أنه يشمل العديد من الجوانب الحياتية ، ففي الباب الاول يشمل أنواع العمران البشري ، وأصنافه وأقساطه من الارض ، أما الباب الثاني فيتحدث عن العمران البدوي البدائي وذكر القبائل الوحشية ، والباب الثالث وكان باب سياسي وهو باب طويل في تفاصيله يتحدث على المراتب السلطانية والخلافة والملك .

الباب الرابع يتكون من العمران الحضري والبلدان والأمصار، والباب الخامس يتحدث عن الصنائع والمعاش والكسب، فيما كان الباب السادس وهو الاطول ايضا يتحدث عن العلوم واكتسابها و تعليمها.

هذه الابواب الست يحتوي ما بداخلها على أفكار بن خالدون ورصد للقوانين التي يرى أن الحضارات تتقدم عندما تصان هذه القوانين ، وتنهار عندما لا يتم الالتزام بها .

في الختام:

يجب أن لا يغيب مؤلف بحجم مقدمة ابن خلدون عن المدارس والجامعات، فهو عدة علوم في علم واحد ومن ناله نال الخير الكثير والعلم الغزير.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة