قلم حركتب وشِعر

الكتابة الصحيحة بين مطرقة الكاتب وسندان المدقق

يتبادر لذهن الكثير بأن على الكاتب أن يكون ملما بقواعد اللغة والنحو على الوجه الأكمل وهذا هو الأصل ، ولكن في الأونه الأخيرة بدأت الأصوات تتعالى بأن الكاتب هو من يمتلك الفكرة ولديه قدرة على السرد الجيد والحوارات الجميلة الجاذبة للقارئ ، وبأن الأخطاء اللغوية والإملائية يمكن حلها عن طريق المدقق اللغوي ، فالمدقق وظيفته أن يصحح هذه الأخطاء ويستبدل الكلمات الركيكة بأخرى أقوى منها ، وهذه وجهة نظر يمكن القبول بها إذا كنا نتحدث عن عدد مقبول من الأخطاء ، أما أن يكون النص مليء بهذه الأخطاء فتلك كارثة حقيقية ، فعلى الكاتب أن يتعلم أساسيات اللغة التي يكتب بها ، وهذا يزيده قوة في السرد والحوارات ويكون تعبيره أفضل لفكرته .
فمن المعيب أن يكتب كاتب معروف وله كتب منشورة نصا قصيرا على وسائل التواصل الاجتماعي مليئ بالأخطاء اللغوية والإملائية ، فلا تكاد تدري ماذا يريد ، وعند طرح الموضوع يتعلل الكثير بأن هذه وظيفة المدقق وليست وظيفة الكاتب ، وهذا كلام غير دقيق ، فاللغة هي وعاء الفكرة فإذا كانت الفكرة جميلة والوعاء مهترئا ضاعت الفكرة وليس أصعب على القارئ المتمكن من نص مليء بتلك الأخطاء .
الكتابة فعل حياة ومن وجد في نفسه ميلا للكتابة فعليه بذل الوقت والجهد من أجلها ، وما أجمل أن يمتلك الكاتب ناصية الكلمة يوجهها حيث يريد وكيفما يريد ، والأمر ليس صعبا أو مستحيلا ، فالقراءة في الكتب الجيدة تثري القاموس اللغوي للكاتب ، وكذلك مراجعات بسيطة لقواعد الإملاء ، وطبعا لا نغفل قواميس اللغة ، فالبحث عن معاني الكلمات ومرادفاتها واشتقاقاتها يعطي الكاتب حصيلة لغوية قوية وسليمة ، تمكنه من الكتابة بسلاسة ووضوح ، وكذلك التعرف على أكثر الأخطاء اللغوية الشائعة يساهم في تجنبها والابتعاد عنها ، وبذلك تنمو الحصيلة اللغوية لدى الكاتب ، فلا يعقل أن يحتاج الكاتب لمدقق لغوي كلما أمسك قلمه ليكتب .
اللغة وعاء الفكر فاختاروا أوعيتكم بعناية .

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة