جامعتيمهارات

الخوف محرقة المواهب

الخوف محرقة المواهب
يولد الإنسان وبداخله العديد من المواهب ، ومع الوقت تختفي وتضمحل كلها ، أو تبقى حبيسة الأدراج فلا يظهر منها للنور إلا القليل ، وذلك لأنها بحاجة إلى تنمية ، وشحذ على مدار السنين ، وهنالك من يولد ويموت وهو يختزن مواهبه داخله لا يقوى على البوح بها ، والسؤال المطروح ، لماذا لا يكشف هؤلاء عن مواهبهم وهواياتهم ؟
والإجابة هي الخوف ، نعم الخوف .
هنالك العديد من الأسباب الكامنة وراء هدر العديد من المواهب ولكن أهمها هو الخوف ، الخوف من ضياع الوقت في موهبة قد لا تؤتي ثمارها ، والخوف من نظرة الناس والمجتمع لهذه الموهبة ، وهذا السبب يعتبر محرقة المواهب ، مما يؤدي بصاحبها لدفنها بداخله .
كثير من الأشخاص مروا بتجربة مماثلة كأن يتحدث عن موهبته أمام الناس فلا يلقى سوى السخرية والتندر على ذلك ، فيؤثر الصمت ، ويخفي أحلامه وتطلعاته داخله .
وهنا يأتي دور الأسرة في اكتشاف ما يتقنه الأبناء وتشجيعهم وتنمية مهاراتهم ، وإبرازها وعدم التقليل من شأنها .
والمتتبع لحديث الأطفال وأحلامهم وآمالهم قد يظن في البداية بأن ذلك كلام لا يعتد به وأن ذلك يدخل ضمن خيالاتهم فقط ، ولكن لو أولينا القليل من اهتمامنا بما يقولون فسنرى بأن هذه الخيالات لها علاقة بمواهب بدأت تتشكل داخلهم ، وعلينا الاهتمام بها ومحاولة تنميتها والنهوض بها .
إن معظم من نجحوا ووصلوا لأعلى مراتب المجد خرجوا من رحم المعاناة حيث لم يصدق أحد بأن لديهم ما يمكن استثماره ولكنهم أثبتوا للعالم أجمع بأن لديهم الكثير الكثير .
استمعوا لأبنائكم وتبنوا مواهبهم وساعدوهم على تنميتها ، ولا تزرعوا في داخلهم الخوف من البوح بها ، فلربما كانوا هم من سيتسلقون سلم المجد في الأيام القادمة .

‫٢ تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة