مراجعة جرما الترجمان
رواية للكاتب محمد حسن علوان
ما أن تقرأ اسم الكاتب حتى يتبادر للقارئ رواية موت صغير ، ظنا منه بأنه سيجد نفس أسلوب السرد ، والحبكة ، ففي رواية موت صغير جمالية السرد وتسلسل الأحداث تجعل القارئ يجري مع السطور وكأنه في سباق مع الزمن ليدرك نهاية الأحداث مع الكاتب ولا ننسى تتبع كتاب ابن عربي وكأن هنالك قصتان في قصة واحدة ، ولكن المفاجأة غير المتوقعة أنك ستجد رواية أقل ما يقال عنها بأنها بسيطة وغير جاذبة ، تقرأ على أمل أن تجد ما تبحث عنه من تطور في الأحداث عل وعسى أن ينقلب الحال وتجد ما تتوقعه ، على الرغم من أن الفكرة والشخصيات غنية ويمكن للكاتب أن يغوص بهما ليجود علينا برواية ضخمة مكتنزة بالأحداث والتحليل ، ولكن الكاتب أثر أن تكون الرواية بهذا الشكل المخيب للآمال ومن أهم نقاط ضعف الرواية ما يلي :
* شخصية جرما البسيطة والتي لم تتطور عبر الرواية نهائيا ، فالبطل كان صغيرا في بداية الرواية ومع نهايتها أصبح رجلا وقد خاض عبر الرواية العديد من التجارب الغنية والتي من المفترض أنها أكسبته خيرة ودراية ، ولكن للأسف فجرما لم تتطور شخصيته نهائيا رغم أنه يتقن لغات عدة وذلك كفيل بأن يطلع على علوم عدة والتي بدورها ستصنع منه رجلا يمتلك الحكمة والقوة .
* لم يعط الكاتب نفسه حق الغوص في الشخصيات وتحليلها بالقدر الكافي والذي يجذب القارئ المتمكن عادة ، فالشخصيات في الرواية مادة دسمة ولكن الكاتب مر على معظمها مرور المرام دون تحليل لسلوكها أو ايضاح وجهة نظرها ، كما حدث مع والد البطل وزوجته وحتى أم البطل والتي ماتت وهو صغير السن .
* وبما أن الرواية تاريخية فإن الكاتب تجاهل العديد من الأحداث المهمة والتي يتوق القاريء لمعرفتها، وكأنه يفترض بأن القارئ يعرفها ويحفظها عن ظهر قلب فلم يمنحها الاهتمام الكافي رغم أن الرواية تزخر بالأحداث المهمة والجسيمة فلم يلتفت لها الكاتب نهائيا وكأنها على هامش الحدث .
* النهاية أيضا شبه مفتوحة للبطل فلا ندري ما حل به، ولم يقم الكاتب حتى بإكمال الحدث التاريخي ليقول لنا ما حل بالسلطان، وكأن الكاتب كان على عجلة من أمرة .
بالنهاية الرواية لطيفة وتناسب الأشخاص الذين لا يفضلون الكتب المليئة بالأحداث، وكذلك من يريد أن يبدأ بالقراءة ولم تكن تستهويه الكتب الدسمة.
ويبقى الكاتب محمد حسن علوان من الكتاب الذين وضعوا بصمتهم في عالم الكتابة بلا شك.
