كتب وشِعر

رحلتي مع كتاب الماجريات

في زحمة الأحداث والطفرة المعلوماتية التي نعيشها والتي ما كانت الأجيال السابقة تعرفها بل تشتكي من صعوبة معرفة الأحداث وتأخرها وشحة المعلومات، يجد الإنسان نفسه يشرب من كأس الكلمات ولا يجد من يسد جوعه بالأفعال، والفجوة بين الأقوال والأفعال اتسعت وكثر الصخب والحديث المهاترات والنقاشات وقل العمل. وانا بين ثنايا الكتاب خطر في ذهني سؤال ماذا لو أصبح استخدام برامج التواصل الاجتماعي بترخيص؟ كم من المحتوى سيحذف وكم شخص سيختفي لن نسمع صوته او كلماته؟

ما لفت انتباهي في كتاب (الماجريات) للكاتب أبو عمر إبراهيم السكران عنوان الكتاب كغيري ممن كان يسألني حين يراني اقرائه. ما معنى الماجريات؟ فبدت لنا ككلمة أجنبية أو كلمة عربية جاهلية قد اندثرت، لكن في أثناء رحلتي مع الكتاب إكتشفت أن هذه الكلمة عربية تم استعملها المؤرخون والأدباء في العصر الإسلامي الوسيط، كما نجدها عند ابن خلكان والسخاوي وغيرهم.

فماذا تعني الماجريات؟ كلمة الماجريات مأذخودة من كلمة (ما جرى) وهي تركيب مزجي فما الموصولة تعني الذي، وجرى معنى وقع وحدث وهي من جنس الكلمات ما صدقات والماورائيات وغيرها، تُعرض كلمة الماجريات للتعبير عن إشتغال المسلم بالأخبار والأحداث التي لا نفع فيها. وعليه فإن الماجرياتي من إذا إجتمعت به أخذ يحدثك عن الماجريات والأخبار والأحداث التي لا تنفع منها.

البداية كانت بمدخل يمهد لما يريده الكاتب من أن وسائل التواصل الاجتماعي تسرق الوقت دون ان ينتبه لذلك، كما ان تتبع الأخبار والتعليقات تعمل على تدهور الشهية العلمية والدعوية ويستثقل القارء الجاد الصبر على مجالس العلم وهذا ما يلمسه كل إنسان له مشروع جاد في حياته دخل إلى عالم التواصل الإجتماعي ليكون على مستوى الحدث ومطلع لمجريات الأمور او حتى للإهتمام بشؤون المسلمون كما يردد البعض فغرق بها، وصرف جهدة ووقته عليها.

قراءة في كتاب الماجريات – Copy

التوازن

يهدف الكاتب في هذا الكتاب للتسليط الضوء على عدم التوازن بين فقة الواقع والعمل على إحداث تغيير فيه، وتوهم الكثير ان بمتابعة مجريات الأمور ومستجدات الأحداث يكون في صلب العملية الإصلاحية لها بينما الحقيقة تؤكد عكس هذا تماما. ما انفك الكاتب على تأكيده خلال الكتاب كله على مسألة التوازن فكما حذر من المتابعة المتفرجة كما اسماها لم يدعوا للإنقطاع التام وقطع العلاقة بالواقع ومجرياته.

بدأت الرحلة بمدخل يجمل فيه فكرة الكتاب بكلمات تعبر عن واقع الشباب في التعامل مع الماجريات، ليحدد التمييزات الحاكمة بحسب تعبيره وهي الحدود الموضوعية للتعامل مع الوقائع من خلالها يفهم القارئ حدود التوازن التي يقصدها فهو يميز بين فقه الواقع والغرق بالواقع، والمتابعة المتفرجة والمتابعة المنتجة، المتابعة زمن التحصيل والمتابعة زمن العطاء، التمييز بين توظيف الالة والارتهان للآلة. والتمييز بين فصل السياسة ومرتبة السياسة.

هذه التمييزات المذكورة في الكتاب تحدد للقارئ حدود التوازن الذي يقصده الكاتب فيضع القارئ أمام نفسه لقياس هذه التمييزات وليعرف موقعه من الماجريات قربا او بعدا منها. ففقه الواقع وفهمه أمر مطلوب إلا أن عدم التمييز بين حدود المعرفة التي تجعل الإنسان على دراية وعلم بواقعة وبين الغرق بالواقع، يجعل الواقع يطغى على العمل وينشغل بمتابعة الواقع على حساب العمل لإحداث تغيير في هذا الواقع الذي نحسن النوح عليه والشكوى منه فقط.  كما ميز بين المتابعة المتفرجة والمتابعة المنتجة أي المتابعة التي تجعل الإنسان على دراية بإحتياجات الواقع ويساعده للعمل وفق ما يتطلبه وهذه هي المتابعة المنتجة ، اما المتابعة المتفرجة وهي التي يكون صاحبها فقط مراقب للوقائع الاجتماعية و السياسية منخرط في الماجريات بينما هو يظن انه بقلب العملية الإصلاحية .

والتمييز في زمن التحصيل وزمن العطاء، أمر مهم جدا خاصة لمن لديه مشروع إصلاحي أو طالب علم جاد.  فيا حسرة زهرة العمر وشبابه الذي تضيع في المهاترات الشبكية والحديث والغرق في الواقع وصرف أفضل الأيام وتشتيتها وتبديدها على ما لا طائلة منه. وهي الفترة التي على الإنسان إستغلالها للتعلم وبناء الذات لصنع تغيير فيه مستقبلا وهي فترة ما تلبث إلا وتمضي سريعا ولتسأل كل من شاب شعره، فما يستساغ في زمن العطاء من متابعة قد تكثر بحسب الحاجة قد لا يستساغ لمن يحتاج كل وقته وصحة عقله وقلبه لاستغلالها في البناء. كما ميز بين توظيف الآلة والإرتهان لها فقط طغت على حياتنا ما جاء لتسهيلها وكثير ممن دخل إلى عالم التواصل العالمي بنيه إحداث تغييره فيه ونشر ما هو يفيد فوجد نفسه قد أصبح يبحث عن الشهرة او المال من برامج التواصل الاجتماعي وصناعة المحتوى، فنجد بدلا من ان يرقى المحتوى بذائقة الجمهور إلا وقد هبط المحتوى لمستويات مخجلة. أما التمييز بين فصل السياسة ومرتبة السياسة حديث كلنا يحتاج وضعه في مكانه المناسب فقد أصبح الجميع محللون سياسيون ولهم أراء في هذا وذاك في المقاهي والحافلات ناهيك عن برامج التواصل الإجتماعي التي أصبحت منبر للمهاترات السياسية والخصام السياسي، وما السياسة إلا جزء من حياة البشر إن طغت غرقنا وإن تُركت غرقنا.

إعادة البوصلة

ليبدأ الفصل الأول بالحديث عن موقع الماجريات من حيث معنى الكلمة وإستخدامها وهذا ما ذكرناه سابقا وكيف تحدث عنها العلماء المسلمون حيث استعملها المؤرخون والأدباء في العصر الإسلامي الوسيط كالسخاوي وابن خلكان وغيرهم. ثم صارت تعرض في كلام العلماء المسلمين للتعبير عن اشتغال المسلم بالأخبار والاحداث التي لا نفع فيها. وقد اعتبرها السعدي رحمة الله عليه من لهو الحديث المذكور في فواتح سورة لقمان.  كما أكد على أن للإنسان طاقة ذهنية يجب أن يصرفها الإنسان فيما ينفع ولا يبددها فيما لا طائلة منه.

وبالحديث عن بواعث الماجرياتيين فقد اقتبس من كلام أبو حامد الغزالي فيما معناه أن الناس تبحث عن حديث تؤنس به جلساءهم من قبيل التودد لهم او لمزاحمة بالحكايات. ولا أنفع وأسهل من الحديث فيما يجري حول الناس من أحداث سواء على المستوى الخاص حيث يؤنس الشخص جلساءه بالحديث عن رحلاته والجميل من حياته، او بالحديث بالشأن العام من أمور سياسية سواء في شؤون الساسة والمسؤولين في الدولة او في الأسعار والسلع. وهذا ما أقتبسه من كلمات أهل العلم كابن الجوزي وغيرهم وهي أيضا مما ما زال الناس يشغلون به مجالسهم إلى يومنا هذا.

فالقارئ في هذا الكتاب وهذا الفصل بالتحديد من الكتاب سيكتشف ان انشغال الناس فيما لا ينفع والماجريات السياسية او حتى الفكرية شيء قد تحدث عن علماء المسلمون وهي آفة ليست حديثة في زمننا هذا والذي يعد التواصل السريع والآني إحدى أهم سماته وقد عالج هذه الظاهرة حتى نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في حديثه المذكور في الصحيحين حيث قال: (إن الله كره لكم ثلاثة: قيل وقال وكثرة السؤال، وإضاعة المال).

الشبكة العنكبوتية:

كلنا يعلم أن الشبكة العنكبوتية او ما يسمى (ويب) هي إحدى التعبيرات التي تصف شبكة الإنترنت، وقد سميت بهذا لأنها شبكت الناس ببعضهم لكن إرفاق كلمة عنكبوتية استوقفني فكأن هذه الشبكة رغم اتساعها إلا أنها ضعيفة كشبكة العنكبوت. ربما أصبح العالم كما يقولون قرية صغيرة لكن معظمنا وقف على البحوث العلمية التي تحدثت عن أخطار هذه الشبكة سواء تأثيرها على التربية أو على المجتمع ومشاكله أو تأثيرها على اللغة المستخدمة وقد كثرت المشاكل الاجتماعية والسياسية والفكرية في ظل تواجد هذه الشبكة.

أصبحنا ننام على أخبار عن بلاد ما كنا نسمع بها، ونستيقظ وقد أصبح جارنا صانع لمحتوى. وقد كثرت الدراسات الغربية قبل العربية عن إدمان الإنترنت وقد ذكر الكتاب بعض منها حيث ذكر ان عام 1995 سبك مصطلح إدمان الإنترنت. كما ان في عام 1996 تم بحث عن إدمان الإنترنت استخدم معيار لعب القمار المرضي وتوصل إلى أن أعراض مدمن الإنترنت هي نفسها أعراض مدمن القمار. فالفرق بين الإدمان والعادة هي صفة القهرية الموجودة في الإدمان فالعادة بالإمكان السيطرة عليها بينما الإدمان يتحول إلى سلوك قهري.

كثير ممن يستخدم برامج التواصل الاجتماعي يخفي حقيقة الوقت الذي يمكثه في استعمالها وقد يخفي البعض هويته. ومن عجائب هذا الزمن التذمر من ضيق الوقت وكثرة الانشغالات إلى أن الكثير يقضوا أوقاتهم في الإنترنت وفي برامج التواصل الاجتماعي. يدخل أحدنا لإرسال رسالة فيجد أنه قد أضاع ساعة او اثنتان او أكثر في التصفح او التعليق او الرد على تعليق وهكذا فالتسلسل في الإنترنت هي منظومة روابط يفضي بعضها إلى بعض لمواد قصيرة متتالية مثيرة وبرامج التواصل أضافت عنصر الفورية والتفاعلية وهذا جعل الأخبار مضاعفة، فأصبح الكثير يهرب من ضغط العمل والمهام الحياتية إلى شبكة الإنترنت فيقل الأداء وتبدد زهرة الأوقات والجهد العقلي في المهاترات الشبكية.

كما ان الكثرة المفرطة في المعلومات أصبح عقبة أمام الباحث من هو مصاب بشهوة الاستقصاء ومدمن البيانات وهو لقب يشمل كل من أصيب بشراهة في مطاردة جمع المعلومات. وعندما يرى طالب العلم طائفة من المنتسبين للعلم والثقافة منخرطين في الشبكات فإنه يخف وقع الأمر في نفسه ولا يعد مشاركته المفرطة لبرامج التواصل او الإنترنت عامة إضاعة وقت. ليؤكد الكتاب  على أن المطلوب التوازن في معاملة نظم الاتصالات.

الماجريات السياسية

يعقد الكاتب بعد الفصول السابقة حديث خاص عن الماجريات السياسية، ليحلل العلاقة بين السياسة والخطاب الشرعي ليقسمه إلى أربعة انماط:

  1. نمط العلمنة وهو نمط ينابذ سلطة الأحكام الشرعية على السياسة.
  2. نمط السلطنة يخضع السياسة لهيمنة الأحكام الشرعية لكن يحصر حق الحديث للمستبد.
  3. نمط التعميم يخضع السياسة لهيمنة الأحكام الشرعية لكن يستنهض الجميع للدخول والاشتغال بالسياسة.
  4. نمط التخصيص يخضع السياسة لهيمنة الأحكام الشرعية لكن يضعها في مربع التخصص المطلوب.

يناقش النمط الثالث التعميم والذي يثير إشكالية الإنهماك بالسياسة بقدر زائد فيما أسماه التخمة السياسة أو التعميم السياسي، وهو موضوع الكتاب، حيث ان النمط الأول والثاني قد كتب عنها في العديد من الكتب. والنمط الرابع هو ما يؤكد على أنه هو الذي يضع السياسة في مكانها كأحد أشقاء عائلة الإصلاح فليست هي مقتاح الإصلاح الوحيد.

وكان ما تميزت به رحتي في هذا الكتاب أن فتحت نافذة للتعلم عن طريق النماذج وإسقاط الحديث في العلاق بين السياسة والخطاب الشرعي على نماذج إصلاحية لعلماء مصلحين مفكرين مستقلين لهم موقف نقدي من إشكالية التعميم السياسي  ، وهم من بقاع إسلامية مختلفة ، فأختار نموذجان من الجزائر العالم المصلح الشيخ البشير الإبراهيمي ، و المفكر الإسلامي مالك بن نبي ، كما أختار من الهند الداعية أبي الحسن الندوي ، والمفكر الإسلامي الدكتور عبدالوهاب المسيري من مصر واختتم النماذج بالشيخ المغربي فريد الأنصاري وهو من أكثر من أفرد كتب في الحديث عن العلاقة بين السياسة والأحكام الشرعية .

ربما ما جعل النقاش في الكتاب متنوع وثري إبداع الكاتب بنقد الانشغال بالماجريات السياسية على لسان نماذج ذاع صيتها وكان لها أثر عملي في الإصلاح وهم من خلفيات متنوعة، فسلط الضوء أولا على محيط النموذج ليجعل النموذج قريب من القارئ ويجعل القارئ أكثر قرب من شخصية النموذج، ثانيا أبرز مكونات وعناصر النموذج حول العلاقة بين السياسة من جهة والعمل من جهة آخرى. كما أفرد الكاتب لكل نموذج فصل حري بنا أن نفرد لكل نموذج بعض الأسطر لنكمل الرحلة مع الكتاب.

التعليم بالنموذج

كانت البداية مع الشيخ البشير الإبراهيمي حيث قسم الشيخ السياسة إلى لباب وقشور، فلباب السياسة عنده هو بناء الأمة وهذا يكون ببنائها عقديا وأخلاقيا وعلميا…. وغيرها، وقشور السياسة هو الجدل السياسي بين التيارات الحزبية والنيابية. كما كان يقول (أفلتنا من تنويم تجار الدين (الصوفية) فوقعنا في تنويم تجار السياسة). فالإصلاح السياسي لا يقتصر على الاشتغال المباشر بالجدل حولها بل إن بث العلم وبناء الأخلاق في المجتمع أهم عومل الإصلاح السياسي، فالشيوخ والمنشغلين بالتعليم وتصحيح العقيدة والوعظ وغيره هم في قلب العملية الإصلاحية، فلابد من التمييز بين المتخصص السياسي وغيره في كمية الاهتمام بالماجريات السياسية.

اما نموذج المفكر مالك بن نبي فقد رأى أن الجميع انشغل بالخطابات السياسية عن العمل والإنتاج الفعلي على الأرض كما انه كان يرى أن شعار الحقوق الجذاب خطابا حالما والطبيعة البشرية يغريها الحديث عن حقوقها أكثر من التزاماتها. ويرى أن الخطاب يجب أن يكون باستنهاض الأمة بالقيام بالواجب وليس بإشباع رغباتها بالحديث عن الحقوق، فالواجب هو المركز والحقوق هو التبع. كما انه النظام السياسي يحكم لكنه بذات الوقت يتأثر بالإمكانيات المتاحة له اجتماعيا فالسطوة متبادلة.

أما الشيخ أبي الحسن الندوي فقد كان ينتقد من يبالغ في الماجريات السياسية ويرى أن السياسة هي غاية الملة ووظيفة الدين ومقصد الشرعية الأكبر ليوضح أن التمكين في الأرض مجرد وسيلة لإقامة الشعائر وليس العكس وأن القوة مجرد وسيلة للمقصود الأعظم وإن كانت القوة مهمة.

ليعرج الكاتب إلى المفكر عبد الوهاب المسيري الذي ذاع صيته بعد موسوعته (اليهود واليهودية والصهيونية) وقد اشتغل عليها 30 عام وقد فرض لنفسه جدول صارم يستغرق 15 ساعة يوميا للعمل عليها وفق قوله.  فقد كان يؤكد على الانفصال المؤقت عن متابعة الأحداث اليومية عبر الإعلام هي أحد أسباب نجاحه في مشروعه المعرفي، مع تأكيده على أن الانفصال كان مؤقت والانغلاق نسبي فهو لم ينقطع عن الواقع بالكلية لحد التقوقع، فقد كان يؤكد أن الماجريات اليومية لا تلتهم الوقت فقط أيضا تشوش على التفكير الكلي والإنتاج العلمي الذي يعتني بالكليات هو قلب العملية الإصلاحية.

أما الدكتور الشيخ فريد الأنصاري فقد كان الأغزر كتابة عن العلاقة بين السياسة والأحكام الشرعية فقد أحتك الشيخ بالحركات الإسلامية وقد كان نقده لا يرمي إلى إلغاء مفهوم الحركية الإسلامية بل يدعو فقط إلى التصحيح الجزئي لبعض الممارسات. وبسبب تورم الماجريات السياسية وضمور التغذية الإيمانية في أفراد الحركات الإسلامية رأى الشيخ أن هذا أدى لضعف العاملين في الصف الإسلامي. وخلاصة تجربته فيما يخص العلاقة بين الدعوة والساسة بدأ بالحديث عن التعصب للهياكل الحركية ثم كشف ظاهرة الفجور السياسي وأن الحركة الإسلامية مشغولة بالعمل السياسي المباشر عن التوجه إلى تدين المجتمع.

ختام الرحلة

رحلتي مع هذا الكتاب حطت محطتها الأخيرة بعد استعراض الكاتب للنماذج العملية التي أكدت رأيه بأهمية التوازن وعدم الإغراق بالماجريات السياسية ووضعها في محلها بين مجالات الإصلاح في الأمة. فختم الكتاب بحصائل وتعقيبات لتقرأ في أسطر كلماته الموجه والناصح على حال الشباب المسلم الذي يحتاج إلى إحياء الإيمان بالله والتعلق به وتزكية الأخلاق وبث الفقه ورقع الثقافة ومناهضة التيارات الجارفة، وبكلمات ملؤها الحرقة على حال الأمة وشبابها، أكد على ان الشباب صارت تضيع اوقاتهم في الماجريات فكثر الكلام وقل العمل.

لو فقهه الكثير من الأفراد وحتى المؤسسات لأصبحنا ندخل برامج التواصل الاجتماعي مع شعور أكثر بالمسؤولية وبترخيص يجعلنا مسؤولون امام أنفسنا عن الانهماك فيما لا يصلح والعودة من طوابير المتحدثين إلى الفاعلين في الواقع الذي نشتكي منه. والمسألة كما ختم صاحب الكتاب مسألة توازن فلا ننجرف في دوامة الماجريات سواء السياسية او الشبكية أو الفكرية. لنعود إلى العمل للنهضة ربما لو توقفنا مع أنفسنا وتركنا الغرق في الواقع وكثرة الحديث لنفذت كثير من المشاريع المؤجلة وأخدنا المبادرة لإصلاح الأفراد والذي يثمر بالتأكيد إلى إصلاح الأمة والواقع فبالأفعال تبنى المشاريع وتنهض الأمم وبالأقوال نسقط عن الزمن.

‫٦ تعليقات

  1. ابدعتي واجزتي من أجمل الكتب حقيقة ، لم انتبه من قراته بعد إلا انه يحكي واقع مؤلم وينبه الى أستغلال الوقت فينا ينفع دون إفراط ولا تفريط.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة