تشعر بالجوع ..فتبادر إلى تناول الطعام.. وتنتهي مهمّتك هنا. …لتبدأ مهمّة أحدٍ ما!

إنه جهازك الهضميّ المسؤول عن تحويل ما تتناوله إلى مواد قابلة للامتصاص، ومن ثَمّ إلى مغذّيات.

طبعاً،أنت لن تشعر بهذه العمليّة إلا إذا لم تجرِ الأمور على ما يرام، كإصابتكَ بسوء الهضم مثلاً !

-(إحساسٌ بالثّقل، آلامٌ في البطن، وأصوات قرقرة)

هذه كلّها ليست سوى إشارات ورسائل من جسدك مفادها واحد:

المهمّة لم تُكلل بالنّجاح يا صديق!

أنتَ طبعاً لن تتجاهل ذلك.. لكن مهلاً..ماذا عن أعراض سوء هضمٍ من نوعٍ آخر، لا تزال تتجاهلها باستمرار وكأنها لا تعنيك !

((ذهنٌ ضبابيّ..قلقٌ دائم.. .عدم القدرة على تقبّل الآخرين ووجهات نظرهم… الشعور الدائم بأنّ هنالك شيءٌ ما ،لم يكن يجب عليكَ قوله!))

هذه التجارب هي مؤشر لا يجب عليك تجاهله من الآن فصاعداً….إنه :

سوءُ الهَضم العاطفيّ Poor Emotional Digestion.

إذا أردنا إيجاد تعريف منطقي لما يدعى بالهضم العاطفي :فهي القدرة على استخلاص كل ما هو مفيد لصحتك النفسية، والتخلص في ذات الوقت من الأشياء السامة عديمة الفائدة.

لذا.. فإن سوء الهضم العاطفي ببساطة هو فشل تلك العملية السابقة.

من أهم علامات سوء الهضم العاطفي:

• الشعور المستمر بالذنب.
• الحزن طويل الأمد .
• النقد الذاتي المدمّر .
• التردد المبالغ به.
• الشعور بالفراغ وعدم الانتماء.
• عدم الرغبة بالتطور والتغيير.
• عدم القدرة على فهم المواقف.

الآن دعنا نطرح السؤال التالي سويةً:

ماذا تفعلُ عند شعورك بسوء الهضم؟

بالطبع.. سوف تلجأ إلى بعض التوابل التي تحفّز وتيسّر عملية الهضم لديك، كالزنجبيل ،القرفة والكمون ،هذه التوابل سوف تجعل عملية الهضم تسري على نحوٍ أفضل.. 

لذا…ما رأيك بأن نطلق تسمية”التوابل الهضمية العاطفية” على كل ما يجعلنا نشعر بالراحة والمرونة ورحابة الصدر. ؟

تبدو فكرة غريبةً أليس كذلك؟  لكنها جميلة.! 

إليكَ بعض الأمثلة عن توابل تعزز قدرة الهضم العاطفي لديك:

1_الابتسامة:

ليس للآخرين فقط !…بل ابتسم لنفسك ولأجلك، لا بأس بأن تدعَ أصغر مباهج الحياة تحرّكك وتلمسك.

2_تخلّ عن التوقعات:

كلّ خيبة أمل هي نتيجةٌ لسبب حتميّ هو فشل التوقّع ،نحن نضع أنفسنا في حالة خيبة أمل لا تنتهي في كل مرّة نتوقع شيئاً ما من أحدٍ ما !

اقترِب من الحياة ،شاهدها عن كثَب، استكشفْ بنفسك وافتح في نفسكَ مكاناً لتجربة أشياء تتجاوز فيها مخططاتك وتوقعاتك .

3_تحرّك:

نعم، هذه الرسالة موجهة لك ،كُن نشطاً…في الوقت الذي تساعد فيه الحركة على تحسين عملية الهضم لديك ،سيكون لها التأثير ذاته على الهضم العاطفي أيضاً.

“إنّها فكرةٌ عبقرية أن تضرِب عصفورين بحجرٍ واحد.. أليس صحيحاً؟”

“دعِ الأندروفين يتدفق في جسدك.. وسيبدو العالم مكاناً أفضل”

4_التأمّل:

ولو كانت بضع دقائق في اليوم، ستُحدثُ فرقاً كبيراً .

ابحث عن مقعدٍ مريح ومكان هادئ، أغلِق كل ما يتعلّق بالتكنولوجيا،واستمع إلى أنفاسك فقط.

((الجلوس ،الراحة ،النّفس)) هذا المكوّن الثلاثي هو كلّ ما تحتاجه. 

البعض يحبّون الجبنة، والبعض الآخر يشعرُ بأنها تسبب له سوء الهضم، المسألة ليست في الجبنة..

المسألة مسألة تجربة! 

الأمر نفسه ينطبق على الأشخاص، إذا كنت تشعرُ بأنك تصبح أفضل بوجود شخصٍ ما، اقضِ الوقت معه.

إن لم يكن كذلك… قلل من تواجدكَ بقربه بدلاً من القيام بمحاولة تغييره، هذا سيجعل الهضم العاطفي لديك يسير على النحو المطلوب.

قد يبدو القرارُ صعباً قليلاً ،لكن…

سيجعل قلبكَ يشعرُ بالخفّة.. ثِق بي. 

للأيروفيدا رأيٌ فيما يتعلق بالهضم العاطفي أيضاً:

تُعرف ال”أيروفيدا” بأنها منظومة في تعاليم الطب التقليدي، نشأت في شبه القارة الهندية وتعتمد في تعاليمها على الفهم العميق للجسم والروح والعقل.

“تؤمن الـ”أيروفيدا” بأنّ الانسان لايكون سليماً بغياب المرض فقط.. بل سلامته تعني وجود توازن دقيق بين الجسم والروح والعقل”.

وحسب مفهومها أيضاً:

“الهضم يعمل عمل النار في الجسم ،هذه النار تهضم الطعام وتمدّ الجسم بالحرارة، وهذا ما يمنحُ الصحة الجيدة توهجها” .

كما تمّ الاعتقاد أيضاً بأن الـ Agni أو الـ آجني ((وهي تعني النار بالسنسكريتية))  بأنه ومن خلاله يتم توفير القدرة على تحويل الافكار والمواقف والعواطف إلى مغذّيات .

-عندما تتناول الموز، لا يتعيّن عليكَ إخباره بما يجبُ عليه فعله في جهازك الهضمي، نحن نأكل الموز ويهضمه جسمنا بشكلٍ طبيعي.

نفسُ الأمر ينطبق على المشاعر، اذا تعلّمنا كيف نتعامل مع مشاعرنا سنصبحُ أكثر استقراراً،

ومن المفارقاتِ أننا سنبدو أقل عاطفيّةً أيضاً.

في النهاية، أتمنّى لك حياةً لا يشوبُها أيّ سوء هضم معويّ أو عاطفيّ. 

لمزيد من المعلومات يمكنك زيارة الرابط:

https://elemental-alchemy.com/emotional-discomfort-theres-a-digestion-for-that/