صحتيقلم حر

القلق العدو الصامت

ما الذي يأكلنا من الداخل ؟
القلق هو ما يأكلنا من الداخل ، يسيطر القلق على الإنسان حتى يصبح فريسته السهلة ، يتشبث به ولا يتركه لحظة واحدة ، وبنظرة متفحصة يمكنك معرفة هؤلاء الأشخاص وتميزهم من بين العشرات ، دائموا التفكير ، يأكلون أنفسهم من الداخل ، لا يهنأون لحظة واحدة وكأنهم يجلسون على صفيح ساخن .
ومعظم من تعاملت معهم منغلقون على أنفسهم لا يبوحون بما يعتمل بداخلهم ، ولكنهم يتأكلون ويضمحلون في عزلة دون شكوى ولا أنين ، والمشكلة الكبرى أننا لا نشعر بهم ولذلك لا نستطيع أن نمد لهم يد العون والمساعدة كي نخرجهم مما هم فيه .
وما لا يدركه هؤلاء أنهم لو تكلموا وعبروا عما يصيبهم لأصبحت الأمور أسهل وأفضل ، وأن طلب المشورة والمساعدة ليست عيبا ولا ضعفا وإنما قوة ، فالقوي هو من يستطيع أن يشعر بالمشكلة ويبحث لها عن حل ، فالبعض يظن بأن البوح هو نوع من التعرية للمشاعر والأسرار ولكن اختيار الشخص المناسب للعلاج يضمن السرية للمريض وهذه القضية مهمة جدا له.

ولكن ما هو الحل ؟
يبدأ الحل بالاعتراف بأن الشخص يعاني من فرط القلق والتفكير الزائد وبأنه بحاجة للمساعدة ، ومن هنا يبدأ توجيهه لمجموعة من الحلول المناسبة والتي قد تخفف من حدة التفكير ومن هذه الحلول :
** استشارة اخصائي نفسي فهو القادر على التشخيص والعلاج ، وطبعا يحصل المريض على السرية التامة التي ينشدها وهذا أفضل الحلول .
ولكن في حال رفض المريض مراجعة أخصائي فعليه أن يبحث عن حلول أخرى تساعده في الابتعاد عن القلق ومنها تدريبات شخصية يمكن أن يمارسها للتخفيف من حدة ذلك ومنها على سبيل المثال :
– الابتعاد عن المكان الذي يعزل نفسه به ويثير لديه حمى التفكير والوساوس والقلق ، وممارسة بعض الألعاب الذهنية مثل حل مسائل في الرياضيات أو الكلمات المتقاطعة وغيرها من هذه الألعاب التي تشتت تفكيره عن الموضوع المقلق .
– ممارسة الرياضة ، فالرياضة تعطي الجسم طاقة وتحفز العقل على التفكير الإيجابي .
– ممارسة هواية يحبها الشخص حتى يشغل نفسه بها وهذه ستعطيه طاقة ايجابية كبيرة خاصة عند رؤية النتائج ، وهي كثيرة مثل الرسم والكتابة والزراعة وغيرها الكثير .
– العمل التطوعي ، وذلك لأن الأعمال التطوعية تشعر الإنسان بقيمة الحياة التي يحياها ، ومد يد العون للأخرين يعطي شعورا عارما بالسعادة .
وغيرها الكثير مما يمكننا فعله للخروج من هذه الحالة .
إن الإنسان القوي هو من يستطيع أن يغير نمط حياته المتعب والذي يثير القلق إلى حياة فيها عطاء وسعادة .

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة