قلم حر

تعلّم أن تقول “لا”

الرفض، هو أمر يصعُب على الكثيرين فعلُه، وقد تستحيل كلمة “لا” عليهم حتى ينسَوا وجودها في القاموس، وتصبح كلمة “نعم”، “بالطبع” و “لا مشكلة”، هي البدائل الأولى في كل موقف. لحظة، هل نقول أنه علينا البدء بقول كلمة لا في كل وقت؟ ليس بالتحديد، وإنما هي الكلمة التي عليك البدء بالتعوّد على استخدامها عندما لا تُريد فعل شيء ما، أو لست راضٍ عن أمر ما، وعادةً ما تشعر بالخدل أو لا تستطيع أن تُظهر رفضك لذلك الأمر بقولك لا.

لماذا علينا قول لا في بعض الأحيان؟

الأمر بسيط، لأن إنسان، وسيكون هناك بعض الأوقات التي لن تكون مستعدًا خلالها أن تقوم بأي شيء يُطلب منك، أو لأنك لا ترغب بذلك، وربما لأنك تشعر باستغلال مو حولك لك ولقبولك بفعل كل ما يُطلب منك وهو الأمر الذي عليك التوقف عنه، أو محاولة التوقف عنه بشكل جديّ منذ هذه الللحظة.

إليك ما سيحدث عند قبولك بفعل شيء ما لا ترغب به، أو عند سكوتك عن أمر أن لستَ براضٍ عنه. سيحدث الآتي:

  • أولًا، سيصبح من المستحيل أن تضع لنفسك جدولًا ما وتلتزم به، أي أنك قد تضظر في بعض الأحيان إلى إلغاء بعض مهامك، أو مسؤولياتك الأساسية للقيام بذلك الشيء الذي ظهر فجاةً ودون أن يُخطط له، كما أن ذلك سيعود على أداءك وكفاءتك ويومك بالأثر السلبيّ.
  • ثانيًا، “نعم” تُرهق النفس إلى حد الصراع مع الذات وتأنيبها المتواصل، كلما واقفت على أمر أنت لستَ مُستعدًا له، أو لستَ راغبًا به، سوف تشعر بالإرهاق النفسيّ، وتدخُل في صراع مع النفس، كونك لم تمنح نفسك الفرصة للرفض والتعبير كما يجول في خاطرك، مما يجعلك تعيش لحظة الرفض داخليًا دونَ قدرتك على تغيير الواقع، ال1ي أصبح لا مفر منه الآن وقد وافقت على ما لا تريده.
  • ثالثًا، تعلم أن تقول لا حتى لا تكُن مُتاحًا دائمًا، وقبولك من المسلمات، فإن اعتاد من حولك على أنّك لا ترفض لهم طلبًا، وليسَ من عادتك الاعتراض على رأي أو أمر ما، فسيصبح من الصعب تقبل رفضك أو مخالفتك لهم إن حدث وأردت ذلك.
  • رابعًا، امنح نفس بعض الوقت للتفكير في الأمر، فإن كان الأمر يناسبك أولديك ما يكفي من الجهد والوقت لفعله، قُم أولًا بالتفكير فيما إذا كنتَ متفرغًا حقًا في ذلك الوقت، وإن كنتَ في مزاج جيّد لذلك.
  • خامسًا، لا تعِد بأن تقوم بالتعويض أو تعتذر عن عدم قدرتك من القيام بما طُلب منك، الأمر الذي قد يُظهرك ضعيفًا، أو مُقصرًا، وأنت لستَ كذلك! فلا تعتذر وأرفض بأدب فهو كل ما عليك فعله.

على الرغم من كل ما قلته بخصوص كلمة “لا” والتدرب على قولها لتقليل الضغط النفسي الذي قد تجلبه كلمة “نعم” الدائمة، إلّا أنّها تمامًا كالقبول، إن كانت هي الرد الدائم في كل المواقف، ستصبح أيضًا سببًا في عدم وجود أشخاص حولك، أو سبب فقدانك لعملك، أي بمعنى آخر، إن كانت هناك أمر من مسؤولياتك وعليك القيام به وقمت بالرفض دون سبب ما واضح، سيكون ذلك تقصيرًا وتهرّب من المسؤولية، وأيضًا مساعدة الأصدقاء، العائلة، وحتى الغرباء بين الحين والآخر هو أمر يجلب الكثير من السلام الداخلي ومصدر مصادر السعادة. فما نعنيه هو أن لا تحمّل نفسك الكثير، وأن تعبّر عما يجول في خاطرك بشكل واضح ولا يخلو من احترامك للآخرين.

تحياتي…

خلود مرار

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة