قلم حر

كيف ستغيّر تربية حيوان أليف حياتك

قد يكون ما سأقوله صعب التصدديق، ولكنّي واثقة بأن أولئك الذين لهم تجربة في تربية الحيوانات الأليفة سيعرفون تمامًا ما سأتحدث عنه.

دعوني أخبركم الآتي، والذي لا أطلب من الجميع تصديقه ولكن امنحوا الأمر دقيقة من وقتكم وذلك لأن حياتكُم على وشك أن تتغير بعد هذا المقال. هل تخيلتكم يومًا أن تربية حيوان أليف قد تغيّر حياتكم إلى الأفضل؟ نعم، هذا صحيح، سأقوم بإخباركم كيف وعلى ماذا استندت في ما سأخبركم إياه.

دعونا نبدأ بأمر سمعته من العديد من مربي الحيوانات الأليفة وهي أن وجود حيوان أليف في حياتهم جعلها أجمل وجعلهم هم أكثر سعادةً ورضى عن النفس، هل حقًا تربية حيوان أليف تجعل الحياة أجمل وتُقلل من حدة الشعور بالوحدة والاكتئاب؟ لم أكُن لأصدق هذه الأمور لو لم أجرب الأمر بنفسي، ولكن سأخبركم في بادئ الأمر أنني لطالما كنت ذلك الشخص الذي يعشق القطط، ولم يتغيّر شئ مع تقدمي بالعمر، فحتى هذه اللحظة أقدّر جمالهم الذي منحهم إياه الله وجعلهم في هيئة رائعة يصعُب تصديق أنّها أمامك وعلى أرض الواقع، فلطالما عشقت تفاصيلهم الصغيرة كأطرافهم الطرية، واستاع أعينهم عند النظر إلى شخص ما يحبونه أو عندما يكونوا على وشك الانقضاض على يدك وأنت تُلاعبهم، تلك الأمور جميعها لا يُمكن تصديقها.

ولكن دعونا لا نكُن عاطفيين، فهل حقًا تربية حيوانك الأليف ستجعل حياتُك أفضل؟ دعوني أخبركم الآتي…

في استبيان قامت به “Human Animal Bond Research Institute” أظهر أنّ 85% من مربي الحيوانات الأليفة يؤكدون أنّ وجود حيوان أليف في حياتهم قد ساهم في تخلصهم من الإحساس بالوحدة وأنّ قضاء الوقت مع حيوان أليف يُساهم في إفراز الإندروفين، وهو هرمون يتكون من سلسلة عديد الببتيد، والذي يُساعد بدوره على تخفيف الآلام والشعور بالاسترخاء والراحة.

أمر آخر وهو يتفرّع من تقدير الذات أيضًا، وهو أن وجود مخلوق آخر يتكّل على وجودك لتربيته والاعتناء به سيعزز ثقتك بنفسك ويزيد لديك حُب الوجود من حولك وإحساسك بالعالم وما فيه، فيصبح المرء أقل تمحورًا حول الذات، وأكثر إحساسًا بالوجود وانسجامًا معه، ذلك لأن وجود حيوان أليف في البداية يكون رحلة استكشاف للآخر، أي أنّ الحيوان الأليف يفعل ما بوسعه لاستكشاف عالمك وأنت بدورك ستفعل المثل لفهمه ولتسهيل عملية انخراطه في بيئتك وإيجاد مواطن الراحة بالنسبة له، وتأهيلها بما ينسجم وطبيعة المخلوق الآخر، فأنت أيضًا ستكتشف الكثير بمجرد ملاحظتك إياه، وتتبع سلوكه، وما يحبه وما يبغضه، وستجد نفسك بلا نية مسبقة، تُهيء له سبل الراحة.

فكل هذا يجعل من الحيوان الأليف مصدرًا تعليميًا لك، يُهذب النفس، بل ويُعلمها كيفية بناء علاقة متينة، مبنية على الثقة المتبادلة والعطف، فالحيوان الأليف لا يُدركه الكذب أو النفاق أو إظهار ما لا يُخفي من المشاعر والسلوكيات، فإن أحبك أحبك بصدق، وإن جاءك فلا لشيء إلّا لأنه يثق بك وأصبحت مصدر الأمان والثقة، وإن لاحظتكم شيئًا، فإن الحيوانات الأليفة لا ترتمي في أحضان مربيها منذ اللحظة الأولى، بل تتأنى وتتوخى الحذر قبل أن تمنح الثقة الكاملة ويثبح هو أمانها، وهو الأمر الجدير بالاحترام والذي يجعل علاقة الإنسان بالحيوان الأليف علاقة راسخة، وجميلة، ولا يشوبها المنازعات والأحقاد، فهي عذبة وصادقة.

وهو الأمر الذي يُمكنك معرفته من سلوك القطط، فهي لن تنام كاشفةً لك عن بطنها منذ اليوم الأول، بل تُصبح أكثر تعودًا يومًا بعد يوم، وعندما تنام القطة كاشفة لك عن بطنها اعلم أنها ثقك بك تمام الثقة، وأنها تعتبرك ثصديق مقرّب وتؤمن بك وبأنك لن تؤذيها. كما أن حيوانك الأليف سينتظر عودتك بعد يوم عملٍ شاق أو يوم طويل، ويمنحك من الحب والاهتمام ما هو كافٍ لتنسى تعب يومك بل وقد يجعلك تستعجل العودة لتلتقي بصديقك الصغير. لا شيء أجمل من ذلك!

قُم بتبني حيوانك الأليف اليوم، حتى تتخلص من الاكتئاب والشعور بالوحدة، أوكد لك بأن هذا ما سيحدث. فقط قُم بالخطوة الأولى وانظر كيف سيحدث ما لم تكُن تتوقعه! فكلاكما تحتاجان إلى ذلك.

خلود مرار…

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة