قلم حر

ما بين مراكب الفقه احدثكم

الفقه كلمه سهله النطق قليله الأحرف ولكن معانيها اكبر وما بين طيات اسمها علوم شتى فالفقه لغة الفهم

اما اصطلاحا فتعريفه اكبر

فهو بكل اختصار معرفة الأحكام الشرعيّة المُتعلّقة بأعمال المُكلّفين وأقوالهم

وقد قسم المسلمون الفقه على قسمين

فقه اصغر وفقه اكبر

فالفقه الأكبر هو ما اختص بالعقيده اما الفقه الأصغر

 فهو ما اختص با الأعمال التعبديه و النواهي. وهو ما سوف نستطرد فيه في هذا المقال

وقد اشتهر بالفقه من عهد الصحابه خلق كثير منهم

عمر ابن الخطاب و ابو بكر و عبدالله ابن مسعود

وعلي ابن أبي طالب و عبدالله ابن العباس رضي الله عنهم

وقد انتشر الإسلام بعدهم في ربوع العالم فخرج لنا ما يسمى فقهاء الامصار وخرجت لنا مذاهب فقهية اختصت بها كل مدينه

فمن فقهاء المدينه التابعين

سعيد ابن المسيب و سليمان بن يسار و عروة بن الزبير وغيرهم كثير

ومن فقهاء الامصار

أبو الحجاج مجاهد بن جبر و عكرمة مولى ابن عباس وكانا تابعين من فقهاء مكه. و

طاوس بن كيسان اليماني

و حنش بن عبد الله الصنعاني

وكانا تابعين من فقهاء اليمن

ثم أتت طبقه تابعي التابعين وفيها بدأت المذاهب الفقهية بظهور بشكل واضح

وقد كثرت المذاهب الفقهية فكأن للمدينه مذهب

وكان للبصره مذهب وكان للشام مذهب و عرفت بلاد خرسان بان كان لها مذهب و كثرت المذاهب فكأن لكل مدينه مذهب سائد وقول يندر ما يشذ عنه احد فقهاء المدينه

ثم تبلورت تلك المذاهب كلها حتى انصبت في اربعه مذاهب

كان اولها مذهب الإمام حنيفه النعمان الكوفي

وكان تابعيا فقد قابل عدد من الصحابه

وكان من شيوخه الكبار حماد بن أبي سليمان

وقد لازمه ابي حنيفه 18 عاما حتى توفي فلما توفي وعمر ابي حنيفه قد تم الأربعين استقل بعدها في العلم

وقد خلف شيخه حماد في مسجده بالكوفه و اكمل دراسه تلاميذه من بعده ومن مسجده و تلاميذه استقر المذهب الحنفي و انطلق من الكوفه

ثم ياتي بعده

مذهب الإمام مالك ابن انس وهو ثاني المذاهب ظهورا وكان مذهب مديني فقد كان مالك من فقهاء المدينه وتميز مالك بأنه عاصر شيوخ كثر من التابعين و من تابعي التابعين ودرس على يديهم منهم بن هرمز وهو اول شيخ درس على يديه مالك

وقد اشتهر مالك بالحديث فقد كان من اوائل من كتب في الحديث وكتابه الموطأ من أشهر و أصح كتب الحديث الأولى

ومن تلاميذ مالك الشافعي صاحب المذهب الفقهي الثالث

فقد شد الرحال الشافعي للمدينه من مكه ودرس على يدي مالك ثم ارتحل بعدها الى اليمن ثم ارتحل الى العراق وقد كانت رحلاته كثر ولكن آخرها رحلته الى مصر وفيها استقر ومات وقد جمع الشافعي مذهب اهل الحجاز و مذهب اهل العراق فقد درس الفقه في كلتا المنطقتين ويعد ايضا موسس علم أصول الفقه فكتابه الرساله هو أول ما كتب في أصول الفقه وكان غزير العلم متمكن فيه ومنه خرج فقهاء مبرزين كثر منهم صاحب المذهب الرابع الذي قال عنه ؛ خرجتُ من بغداد وما خلَّفتُ بها أحداً أورع ولا أتقى ولا أفقه من احمد ابن حنبل الشيباني.

و احمد ابن حنبل كان من المبرزين في علم الحديث فقد طلب العلم وخاصه الحديث منذ بلغ السادسه عشرا فكأن كثير الحفظ وقد صنف مسند الإمام أحمد وهو من أكبر كتب الحديث و اشهرها وله القصه المشهوره في وقوفه ضد فتنة خلق القرآن ومنها اشتهر وذاع له صيته وعرف عن أحمد زهده وكرهه للسلاطين فكأن لا يقبل من ابنه صالح الهدايا او المال لعمله قاضي في عهد الدوله العباسيه

ومن اشهر تلاميذ

ابو داود السجستاني صاحب سنن ابي داود و محمد ابن سماعيل البخاري صاحب صحيح البخاري و مسلم ابن الحجاج النيسابوري صاحب صحيح مسلم وحرب التركماني وغيرهم كثير

ويلاحظ ان جل تلاميذه كانو من اهل الحديث و قد سطرو فيه من بعده الكتب وذالك لن احمد كان من شيوخ اهل الحديث و أكثرهم حفظ له فيقال ان احمد كان يحفظ الف الف حديث اي مليون حديث فكأن غزير الحديث و روايته

وبه قد ختمت المذاهب الفقهية و استقرت على اربعه

مذاهب

وقد تطورت المذاهب بعدها فوضع لها الكتب وعرف كل مذهب باختيارته الفقهية و الأصوليه في الفقه

ولا تزال عمليه تطور المذاهب حتى الآن فما توقف التمذهب على اي من المذاهب ولا زال هناك شيوخ و تلاميذ على المذاهب

فقد سهلت المذاهب عمليه التعلم فبعد تبلورها خرج لنا في كل مذهب طبقات من الكتب فعلى سبيل المثال

خرج لنا في المذهب الحنبلي طبقة متقدمه في التعلم يتصدرها كتاب المغني لابن قدامه الحنبلي

وطبقه سفلى تهتم بتاسيس الطالب ويتصدرها أسهل كتب المذهب و اخصرها على الإطلاق اخصر المختصرات لابن بلبان الحنبلي

وفي ما بينها طبقه متوسطة يتقدمها كتاب دليل الطالب لمرعي الكرمي و كتاب زاد المستقنع للحجاوي

وعليهم الشروح الكثيره لكل من هذه الكتب

وغيرها الكثير و الكثير سوا في المذهب الحنبلي ام في غيره من المذاهب الاربعه

وفي الختام

قد اجتهد المسلمون في حفظ الفقه و الدين وقد اختلفو في الجزيئات ولم يختلفُ يوما في القطعيات وما دار بينهم من اختلاف قد سهل على الامه الكثير وقد اثرى العقول المسلمه وجعل عمليه التقدم العلميه في الحضاره الاسلاميه وفي علومها اسرع و اكبر وقتل كل جمود قد يحصل وهذا من فضل ربي على امة محمد صلى الله عليه وسلم.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة