قلم حر

سيرتك الذاتية بين الرفض و الفرض

السيرة الذاتية، وحدها، كفيلة بالحديث عنك في غيابك، بل تُقدِّم عرضاً مبهراً لمَنْ حولك، خصوصاً مسؤولي التوظيف وذوي العلاقة، فهي تثير اهتمامهم ليقرّروا دعوتك لمقابلة بعد التواصل معك، من خلال البريد الإلكتروني، أو الاتصال عبر الهاتف للتعرف بك ومعرفة قدراتك وإمكاناتك، هذا هو المفترض.

لكن الواقع مختلف، للأسف الشديد، فما أراه في الأغلبية العظمى من السير الذاتية، التي تُعرض عليّ أو أقرأها، مجرد سرد لبعض المعلومات عن صاحب السيرة الذاتية بطريقة فاترة أو تقليديّة، من دون اكتراث بتأثيرها على مَنْ يراها ويتولى تقييمها بعد دراستها.

والغريب أن كثيرين لا يدركون كيف يمكن لهذه السيرة الذاتية أن تكون السلاح الذي يدافع عن صاحبه في غيابه، وقد لا يدركون أيضاً أن قوة هذا السلاح، تكمن في كلمة أو عبارة انتقاها بعناية، ليتم ذكرها في سيرته الذاتية، وكذلك الخط وحجمه ونوعه، وقد تكون سبباً حاسماً في ترجيح كِفّته، بجانب أدائه في المقابلة التي تسبق التعيين.

المقابلة الشخصية، عادة، تكون قصيرة حتى وإن تكررت، لكن السيرة الذاتية، متاحة لجميع مَنْ بأيديهم قرار توظيفك، إذ بمقدورهم العودة إليها في أي وقت… لذلك، احرص على أن تكون سيرتك الذاتية لسانك الذي يتحدَّث باسمك، وسيفك الذي يدافع عنك في غيابك، وأن عليك إبهار مسؤولي التوظيف، كي يحرصوا على استقطابك كفرصة يجب الاستفادة منها، بدلاً من رفضك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة