مهارات

ماهي السمة الأبرز التي ينبغي تواجدها في أي موظف يعمل في المشاريع الرياديّة والناشئة؟

كتب: أيمن السيهاتي

خبير التطوير القيادي وإدارة الأزمات

المشاريع الريادية والناشئة تختلف عن غيرها في طريقة عملها وتشغيلها واحتياجاتها ونوعية الموظفين الملائمين لها، نرى أن هناك فئة من الموظفين السعوديين -خصوصاً- لا يستمرون بهذه الوظائف أو ينظرون لها على أنها محطة قصيرة لما هو قادم، أو لا يأخذون هذه الوظائف على محمل الجد. السبب الأساسي لقبولهم لهذه الوظائف هو حصولهم على راتب لكي يمشوا به أمورهم وفي قرارة أنفسهم هم ممتعضون من مقدار الراتب وبالتالي ينعكس على أدائهم متجاهلين لأمرين هامين:

الأول: أنهم قبلوا بهذه الوظيفة ومتطلباتها وشروطها بما فيها الراتب وبالتالي فإنهم ملزمين على تأدية واجباتهم،

الثاني: أن هذه الجهات لا تستطيع أن تدفع لهم مبلغ أكثر مما خصصوه لهم، أو ربما التحق بها الموظف وهي مازالت لم تبدأ مرحلة تقديم خدماتها لعملائها فبالتالي فهو يحصل على راتب من رأس مال المشروع وفي نفس الوقت لا يوجد أي دخل تحصل عليه المنشأة، وعليه فامتعاضك تجاه الشركة غير مبرر حتى لو كان الراتب غير مرضي لكن يفترض بك أن تصوب عدم رضاك عن الراتب باتجاه آخر لأن هذه الشركة قدمت لك أفضل ما يمكن وفقاً لقدراتها وعليه فيفترض أن تكون مقدراً لها ذلك. من جهة أخرى، فهذه الشركة الناشئة أو الريادية لم تتعاقد مع موظفيها إلا لأنها بحاجة إليهم وبحاجة إلى كل يد يمكنها أن تساعدها لتحقيق أهدافها وخططها واستراتيجيتها.

إن الصفة الأهم والرئيسية التي ينبغي أن تكون في أي موظف أو موظفة يلتحقون بالشركات الريادية والناشئة هي:

القلب، إن هذه المنشآت الصغير والريادية والناشئة تحتاج إلى موظفين يضعون قلبهم في المشروع، القلب هو من يدفعهم للعمل بها ويجعلهم يتحملون ضغوطات العمل والاستمرار في هذه الشركات الصغيرة وتحمل ضعف الراتب والصبر إلى أن يتقدم المشروع وتجاهل الإحباطات والمحبطين وغيرها.

إن أصحاب هذه المشاريع يضعون قلبهم وعقلهم وحياتهم ومالهم وممتلكاتهم ويخاطرون مخاطر قد تجهلونها كل ذلك لإيمانهم العميق والهائل بمشروعهم وبالتالي لن يستطيع أحد تقديم الدعم لهم ومساعدتهم إن لم يكن مؤمناً بذلك المشروع ويصبح يشاطر مؤسسي المشروع حلمهم وتتحول الرؤية والحلم والفكرة من المؤسس إلى جميع الموظفين والشركاء، حينها فقط سيكونون فريقاً جباراً بطاقة هائلة تنطلق وتواجه التحديات والصعوبات.

هيّا، لنبحث عن القلب عندما نبحث عن موظفين مناسبين لأعمالنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة