
الطفل العربي متسلح بالعلم أم فاقد للهوية
يعد التعليم حق كفلته مواثيق الأمم المتحدة بشكل مجاني ، ولم تشترط شكل او نظام التعليم في البلدان العربية إلا أن كثير من البلدان العربية تتسابق في نقل التجارب الغربية إلى مدارسها . نجد أن معظم الدول العربية تفرض اللغة الإنجليزية أو الفرنسية في كثير من المدارس كلغة ثانية بل هناك مدارس لا تعتمد اللغة العربية في مناهجها التعليمية .
هذه المدارس تجد إقبال كبير عليها من الأسر العربية إما هروبا من التعليم الحكومي المتردي أو للاعتقاد بأفضلية التعليم بلغة أجنبية للحصول على فرصة تعليمية في جامعات أعرق أو الحصول على وظيفة أفضل في سوق العمل يشترط لغة أجنبية بشكل أساسي . رغم هذ يجد العديد من الباحثين أن التعليم بلغة أجنبية يهدد الهوية العربية للأطفال وأن هذا النوع من التعليم سلاح لتغريب المجتمع العربي وتغيير هوية الأطفال العرب وانتمائهم .
في الوقت الذي يرى فيه بعض الباحثين أهمية تعليم الأطفال لغة ثانية بالتزامن مع تعلم اللغة الأم. فتشجع اليونيسكو الدول على اعتماد تعليم ثنائي أو متعدد، حيث يشير التعليم المتعدد اللغات بالنسبة لليونيسكو إلى إدراج ثلاث لغات على الأقل في التعليم، أي اللغة الأم، ولغة إقليمية أو وطنية، ولغة عالمية. يرى باحثون أخرون أن اللغة ليست فقط وسيلة تواصل بل هي أيضا تشكل هوية الطفل واستخدام لغة غير اللغة الأم في التعليم يعتبر جزء من التغريب وخطرا على الهوية الثقافية للأطفال .
وبين هذا الرأي والثاني يجد الطفل نفسه وهو يقرأ كتب بلغة غير التي يتحدث بها في المنزل ، حيث يصفق له والده ووالدته إن قرأ الأحرف الإنجليزية والأرقام أيضا ، ويكبر وهو يعرف تماما كيف يتحدث باللغة الثانية ويتلعثم إن قيل له اقرأ بيت من الشعر أو نثرا باللغة العربية . في دراسة أجراها موقع المنتدى الإسلامي العالمي للتربية حذرت فيه الدكتورة بثينة عبد الرؤوف من أنّ المدارس منفصلة تمامًا عن المجتمعات العربية ولا تقع تحت طائلة أي قانون، وأضافت أنها عندما قامت بتحليل محتوى بعض مناهج المدارس الأمريكية في مصر فوجئت بأنّ بعض تلك المناهج تعمل على تحقير العرب، وأنه لا وجود لمادة الدين أو التربية القومية أو الجغرافيا والتاريخ المصري، في حين تدرس مواد الحرية الشخصية والجنسية، وقضايا الشواذ جنسيًّا، والأطفال يصلون إليها صغارًا جدًّا لم يستطيعوا بعد أن يخضعوا للهوية الثقافية لآبائهم ومجتمعهم، ويدخلون إلى منظومة المدرسة، ليتعلموا من خلالها معايير وقيم المجتمع الأمريكي الذي يختلف عن المنظومة الثقافية للأسرة والمجتمع الذي ينتمون إليه، ما يؤدي إلى صراع داخل الفرد لتشكيل الهوية، وعادة ما يرفض الأطفال في هذه الفترة الانتقالية ثقافة آبائهم والمجتمع الذي يعيشون فيه ويعتنقون ثقافة المجتمع المضيف .
وهذا بالتأكيد يؤثر على مستقبل الأطفال وهويتهم العربية الإسلامية مستقبلا. ففي دراسة تطرقت لمسألة الهوية للدكتور أحمد ثابت متخصص في العلوم السياسية عنوانها الهوية العربية الإسلامية ودور المؤسسة التعليمية لتشكيلها من خلال دراسة على عينة من الطلاب الجامعة الأمريكية في مصر وجد الدكتور أن عدد من الظواهر أهمها أنّ 71.5% من الطلاب لا يعرفون لون العلم المصري أو ترتيب ألوانه، و27.5% يرغبون في الحصول على الجنسية الأمريكية، و75% يرون أن الوجود الأوروبي الاستعماري في مصر كان تعاونًا وتنويرًا ولم يكن استعمارًا .
وهذا يؤكد أن التعليم بلغة غير اللغة الأم تعتبر جناية على الأطفال وسلخ للهوية العربية د. حازم راشد أستاذ المناهج ووكيل كلية التربية بجامعة عين شمس أنه علينا أن نفرق بين تدريس اللغة الأجنبية والتدريس باللغة الأجنبية ، فالثانية تؤدي للأسف الشديد لتعدد الانتماءات الثقافية للجيل القادم حسب نوعية التعليم الذي تلقاه وحتما سينتج التعليم الأجنبي جيلا مشوها ثقافيا ووطنيا .
وحتى تحفظ حقوق الأطفال في التعليم وحصولهم على التعليم الجيد ستبقى المدارس الأجنبية تغزو عقول من يتعلم منهم وحصل على تعليم حرم منه غيره وتنقسم المجتمعات العربية بين متعلم فاقد للهوية وجاهل حرم من التعليم … عبير أحمد
الطفل العربي.. متسلح بالعلم أم فاقد للهوية؟
يعد التعليم حق كفلته مواثيق الأمم المتحدة بشكل مجاني ، ولم تشترط شكل او نظام التعليم في البلدان العربية، إلا أن كثير من البلدان العربية تتسابق في نقل التجارب الغربية إلى مدارسها . نجد منذ أمد أن العديد من الدول العربية تفرض اللغة الإنجليزية أو الفرنسية في كثير من المدارس كلغة ثانية؛ بل هناك مدارس لا تعتمد اللغة العربية في مناهجها التعليمية لتحصل على لقب مدارس دولية.
هذه المدارس الدولية تجد إقبال كبير عليها من الأسر العربية، إما هروبا من التعليم الحكومي المتردي ، أو للاعتقاد بأفضلية التعليم بلغة أجنبية للحصول على فرصة في جامعات أعرق و الحصول على وظيفة أفضل في سوق العمل . رغم هذا يجد العديد من الباحثين أن التعليم بلغة أجنبية يهدد الهوية العربية للأطفال وأن هذا النوع من التعليم سلاح لتغريب المجتمع العربي وتغيير هوية الأطفال العرب وانتمائهم .
في الوقت الذي يرى فيه بعض الباحثين أهمية تعليم الأطفال لغة ثانية بالتزامن مع تعلم اللغة الأم. فتشجع اليونيسكو الدول على اعتماد تعليم ثنائي أو متعدد، حيث يشير التعليم المتعدد اللغات بالنسبة لليونيسكو إلى إدراج ثلاث لغات على الأقل في التعليم، أي اللغة الأم، ولغة إقليمية أو وطنية، ولغة عالمية. يرى باحثون أخرون أن اللغة ليست فقط وسيلة تواصل بل هي أيضا تشكل هوية الطفل واستخدام لغة غير اللغة الأم في التعليم يعتبر جزء من التغريب وخطرا على الهوية الثقافية للأطفال .
وبين هذا الرأي والثاني يجد الطفل نفسه وهو يقرأ كتب بلغة غير التي يتحدث بها في المنزل ، حيث يصفق له والده ووالدته إن قرأ الأحرف الإنجليزية والأرقام أيضا ، ويكبر وهو يعرف تماما كيف يتحدث باللغة الثانية ، إلا انه يتلعثم إن قيل له اقرأ بيت من الشعر أو نثرا باللغة العربية . في دراسة أجراها موقع المنتدى الإسلامي العالمي للتربية حذرت فيه الدكتورة بثينة عبد الرؤوف من أنّ المدارس منفصلة تمامًا عن المجتمعات العربية ولا تقع تحت طائلة أي قانون.
وأضافت الدكتورة أنها عندما قامت بتحليل محتوى بعض مناهج المدارس الأمريكية في مصر فوجئت بأنّ بعض تلك المناهج تعمل على تحقير العرب، وأنه لا وجود لمادة الدين أو التربية القومية أو الجغرافيا والتاريخ المصري، في حين تدرس مواد الحرية الشخصية والجنسية، وقضايا الشواذ جنسيًّا، والأطفال يصلون إليها صغارًا جدًّا لم يستطيعوا بعد أن يخضعوا للهوية الثقافية لآبائهم ومجتمعهم، ويدخلون إلى منظومة المدرسة، ليتعلموا من خلالها معايير وقيم المجتمع الأمريكي الذي يختلف عن المنظومة الثقافية للأسرة والمجتمع الذي ينتمون إليه، ما يؤدي إلى صراع داخل الفرد لتشكيل الهوية، وعادة ما يرفض الأطفال في هذه الفترة الانتقالية ثقافة آبائهم والمجتمع الذي يعيشون فيه ويعتنقون ثقافة المجتمع المضيف .
وهذا بالتأكيد يؤثر على مستقبل الأطفال وهويتهم العربية الإسلامية مستقبلا. ففي دراسة تطرقت لمسألة الهوية للدكتور أحمد ثابت متخصص في العلوم السياسية عنوانها الهوية العربية الإسلامية ودور المؤسسة التعليمية لتشكيلها من خلال دراسة على عينة من الطلاب الجامعة الأمريكية في مصر وجد الدكتور أن عدد من الظواهر أهمها أنّ 71.5% من الطلاب لا يعرفون لون العلم المصري أو ترتيب ألوانه، و27.5% يرغبون في الحصول على الجنسية الأمريكية، و75% يرون أن الوجود الأوروبي الاستعماري في مصر كان تعاونًا وتنويرًا ولم يكن استعمارًا .
وهذا يؤكد أن التعليم بلغة غير اللغة الأم تعتبر جناية على الأطفال وسلخ للهوية العربية د. حازم راشد أستاذ المناهج ووكيل كلية التربية بجامعة عين شمس أنه علينا أن نفرق بين تدريس اللغة الأجنبية والتدريس باللغة الأجنبية ، فالثانية تؤدي للأسف الشديد لتعدد الانتماءات الثقافية للجيل القادم حسب نوعية التعليم الذي تلقاه وحتما سينتج التعليم الأجنبي جيلا مشوها ثقافيا ووطنيا .
وحتى تحفظ حقوق الأطفال في التعليم وحصولهم على التعليم الجيد ستبقى المدارس الأجنبية تغزو عقول من يتعلم منهم وحصل على تعليم حرم منه غيره وتنقسم المجتمعات العربية بين متعلم فاقد للهوية وجاهل حرم من التعليم …