العالم من حولي

سد النهضة… حرب التصريحات إلي أين؟

الموقف المصرى في أزمة سد النهضة

 

في إطار حرب التصريحات الدائرة حول سد النهضة بين دول المصب و أثيوبيا؛ أعلنت وزارة الخارجية المصرية، رفض أي “إجراءات أحادية قد تتخذها إثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة”، و يشمل رفض الاستمرار في بناء و ملء السد بشكل أحادي خلال موسم الفيضان المقبل، صيف العام الجاري.

جاء تصريح الخارجية المصرية في إطار حرب التصريحات المتبادلة حول أزمة سد النهضة و ردا على ما ذكرته إثيوبيا حول تنفيذ 80% من بناء السد و المضي فى ملء السد، حتي  وإن لم تصل الدول الثلاث إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد.

 

كما وصفت الخارجية المصرية في إحدى التصريحات ما صرح به المتحدث الرسمي للخارجية الإثيوبية أنه يكشف عن “سوء نية إثيوبيا وسعيها لإفشال الجهود الجارية من قبل وسطاء دوليين وأفارقة، من أجل حل أزمة سد النهضة ورغبتها في فرض الأمر الواقع على مصر و السودان”.

 

ولاتزال حرب التصريحات المتبادلة حول أزمة سد النهضة حيث جاء في تصريح مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، هاني رسلان، في مداخلة هاتفيةالي إحدى القنوات المصرية :أن رفض إثيوبيا أي اتفاق يلزمها بشأن ملء وتشغيل سد النهضة مع مصر والسودان، يعنى تفريغ أي مفاوضات يتم الوصل إليها من قيمتها.

كما أوضح المستشار هانى أن هناك تحول إيجابي في الموقف الأمريكي من أزمة سد النهضة و لكنه غير كاف.

 

الموقف السوداني في أزمة سد النهضة

 

فى نفس الإطار و مايطلق علية حرب التصريحات حول أزمة سد النهضة جاء تصريح وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي أكدت علي إن الخلافات بشأن السد يمكن حلها خلال ساعات إذا توفرت الإرادة السياسية و أن موقف بلادها ثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم وشامل، متهمة إثيوبيا بأنها لا ترغب في ذلك وإنما تسعى لفرض الهيمنة وتركيع الدول الأخرى.و في نفس الإطار شددت علي أن الحكومة السودانية أنها قادرة علي إرغام إثيوبيا على عدم المضي قدما في الملء الثاني لخزان سد النهضة من دون اتفاق.

 

الدور الأمريكي لحل أزمة سد النهضة

 

من المعروف مؤخرا أن الخارجية الأمريكية أرسل المبعوث الخاص جيفري فيلتمان للتشاور مع أديس أبابا والقاهرة والخرطوم، بشأن الأمن المائي واحتياجات التنمية في إثيوبيا و رعاية المصالح الأمريكية في المنطقة.

و سعي واشنطن الي الدعوة إلي المفاوضات و تقريب و جهات النظر بين الدول المعنية.

 

 الموقف الإثيوبي المتشدد

 

و مع إستمرار حرب التصريحات بين الدول المعنية بالأمر؛ جاء تصريح إثيوبيا التمسك بأن يكون سد النهضة “رمزا للتعاون والتنمية المتبادلة”، مع عدم إلحاق الضرر بمصالح السودان ومصر المائية. و هذا ما وافقت عليه بالكامل الدول الثلاث فى إطار إعلان المبادئ.

من المعروف أن إثيوبيا عازمة علي إجراء الملء الثاني للسد في موعده، وسط قلق مصر والسودان من الإضرار بحصتهما من المياه.

علي صعيد آخر يأتي تحذير المستشار القانوني في الخارجية الإثيوبية إبراهيم إدريس، أن “الصراع لن يأخذ السودان ومصر إلى أي مكان، إنه في الواقع يؤدي إلى نتائج عكسية”. كما أضاف المستشار إلى أن “موقف بلاده يستند إلى مبدأ الاستخدام المعقول والمنصف لنهر النيل المعترف به دوليا”.

من المعروف حتى الآن فشل كل المفاوضات بين الدول المعنية في الوصول إلي إتفاق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة ، وكان أهم المفاوضات التي عقدت برعاية أمريكية، حيث اصطدم برفض إثيوبيا توقيع الاتفاق الذي توصلت إليه المفاوضات.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة