جامعتي

الطالب الجامعي ومشقة الطريق الى الحلم

الطالب الجامعي …ومشقة الطريق إلى الحلم

منذ الوهلة الأولى للحياة، يسعى الإنسان من صباه الممزوج بالنشوة والطمأنينة للنقش على سُلم المستقبل المهني الى حيث الرقصة المثالية الأكاديمية؛ بغية العيش برؤية حضارية متصالحة مع النفس والذات المجتمعية ببساطتها الحية المتمدنة ،أو الريفية المتطلعة لذات الحلم البالغ أمال الحياة الكريمة..

وهنا تكمن معاناة الطالب الجامعي في “جيبه الفارغ” وما عداه إلا من الأمل والدموع. لم استمد هذا البكاء من اللاشيء _الفراغ _ ولكن ،ثمة عناء أنتمي إليه وينتمي لي كما هو قرين دائم مع أخرين ! مأساة أقرأها كل صباح في الطريق إلى الجامعة
نعم ، الطالب الجامعي أنموذج الشباب المكافح الذي ينجح ،ولأنه لا يعرف الكلل في تحقيق حلمه السامي الأعلى من الحقيقة والخيال، وفي كل فترة يظل كثير منا او من زميلات العلم والتعلم الإناث الشركات وسط دور مكتظ بتمجيد الأنفس طيلة الطريق إلى الحلم بأرواح فاغرة جادةً حيناً وأحيان أخرى هزلة ، ومظهر مهترئ على المستوى النادر ، وملزمة او كتاب في الغالب يتقاسماه كل اثنين او اثنتين فيما بينهم من أجل هدف واحد يتحقق بمرتبة بلوغ مهني على مستويات تخصص مختلفة ومتنوعه .

ها أنا مستاء جدا! ولكن ثمة أمل يرقص في رأسي الآن! إنني أراه يضحك في حقائب المستقبل ورفاقه . في غالب الأحيان يتوسل ساعوا المعرفى لبغية البقاء في كل ظروف حياتهم، بل يظل البحث بين طيات الكتب عن المدنية والسلام بملابس بالية،رثة،ومعدة فارغة تمزقها الروائح المختلطة في الأسواق،كم هو محزن العوز في أمانيهم كطلاب، إذ تشيخ أمانينا وتتسع الرقعة ولا يندمل الحلم بصحبة أمل الحال والاحوال .

ففي الصدد تسري خُطانا بكل ثقة واقتدار فقط لنرسم قدرنا على  بياض الكتب،ولكننا في الوقت نفسه نرتعش جوعا،ترتجف أقلامنا من شدة الإعياء،ولكن البكاء الحقيقي كان في طيات صديقي الذي  يأتي الى الجامعة دون أن يشتم رائحة الخبز بل يملئ أمعاءه ماء وأمل بعد فقده لشيء يسكت به عبث الجوع إذ يقول: بنهدة طافحة ذات ظهيرة حارة وهو يجاهد كي يتنفس :”حياتنا الكادحة وقشة الأمل  برهان على شرف البقاء والتعليم”
وإذا نظرنا الأسباب مجملةً سنجد أن
الفقر المتقع شيء غير قابل للإحتمال ، كما أن  طبيعة البشر غير قادرة على الوصول إلى الغاية بالمال أيضا، ولكن هناك تفاوت في النية والقدرات وهذا فارق السلم الطويل الى الألف ميل. لقد تذكرت الليلة التي تذمر فيها صديقي الشاعر من الألف الأخير في جيبه،من الحسرة التي بكاها بين شطري القصيدة .

إذ تتعاظم تبعات الحياة لدى الطالب الجامعي وتنقسم تارة اهتماماته كطالب جامعي  وتارة أخرى كبائع على الأرصفة أو موظف ما. خلافاً لعبئه المجتمعي الأسوأ إن كان العائل الوحيد أو الأكبر في الأسرة! ولنا فسحة لنبكي ونحن نطالع تشضيات الحياة معا بدمعة جامعية على أبواب المستقبل الكامن في اقصى الطريق الممتد والمهتدي الى قدر الله وحكمته

الدمعة الأولى :
صعوبة الحصول على سكن ومأساة آخرى

في ظل الإنفجار السكاني الهائل الذي تشهده العاصمة عدن تضاعفت معاناة البحث عن شقق للإيجار عند الكثير من الطلاب الجامعيين، إذ يضطر اغلبية الطلاب للبحث عن سكن في مناطق تبعد كليوهات عن الحرم التعليمي ،وهذا يفاقم مشكلات عدة ، ابرزها  : التفكير في التدابير المنزلية الضرورية التي تكفل البقاء. الى جانب  عبئ المواصلات وأنى لطالب في ظل بطالة شاقة أن ينهض بكل أعبائه لوحده؟

لم تكن مشكلة البحث عن سكن عويصة كالإيجارات الباهضة والتي هي غالبا بالعملة الأجنبية في معظم مناطق العاصمة المؤقتة عدن، وهذا يوقع الطلاب في همة وقلق بالغيين في آن.

الدمعة الثانية :
الإرتباط بالأعمال الخاصة لتفادي “الحراف”

يظل الطلاب  رغم ضغط الجامعة يبحثون عن اعمال تمكنهم من العيش في كنف الدراسة حتى يتخرجون بشتى تخصصاتهم وأولئك من يحظى المجد بهم. إذ يعمل طالب الهندسة في  مساءات عدن بائع للفل ،وآخر يجوب الأزقة في عربة آيسكريم وهنالك الكثير من ذوي الحاجة الماسة يعملون بإستمرار حتى لا تغرز  الحياة ظفرها في أحلامهم،وهذا يعرقل جهدهم التعليمي ويشتت اهتماماتهم اليومية في الجامعة.

الدمعة الثالثة :
غياب الجانب التطبيقي في الجامعات

قد أقرأ وأدرك ما يود المحاضر إيصاله للطلاب طيلة ساعتين، ولكن ما الجدوى من أفكار لم نلمسها على الواقع؟لم تتوفر حتى ببساطتها الهشة،بيد أننا بحاجة ماسة لرؤية الواقع التطبيقي في المعامل والمختبرات.إذ يعاني الجامعيين من غياب الوجه الآخر للدراسة وعجزهم عن التمرس في مجالاتهم الإنسانية المجتمعية ،وهذا ما يدفعهم للإندماج بأعمال حرفية أخرى لا علاقة لها بمشروع أربع سنوات وأكثر نظري .

يعيش الطالب الجامعي ظروف عصيبة ،مادية ونفسية وشيكة السوء ، إذ تتأزم مرحلة الجامعة بتعقيداتها الكلية جملة لا حصر ، فتتمخض أغلبية الجهود مستقبل هش “لا يسمن ولا يغني من جوع”
لذا نحن بحاجة ضرورية لدولة اقتصادية مدنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة