قلم حر

توجهات نتفليكس تقودنا الي اين ..؟

 عصر الظلام حيث  اللهث وراء المتع العاجلة والاعراض عن الرشد والقيم حيث هيمنة الشيطان وانسلاخ الفطرة  حيث  الفوضي والالحاد عن الاستقامة .

دعونا نستهل حديثنا عن كيفية دس نتفليكس لقاذرواتها بابسط الامثلة  وكيفية تلاعبها بالعوام وفق اغراضها .
بداية هناك مسلمة يجب التسليم بها  وهي ان  كثرة عرض الافكار علي الاذهان  دون مقاومة تجعل من الافكار مسلمات فكرية بل معتقدات في كثير من الاحيان بغض النظر عن صحتها والتحقق من ثبوتها فعلا  وهذه المسلمة  تجد مثالها في نفسك ومثال علي ذلك  ( الشبشب الملقوب) وكيف ان بعض الاهالي  قديما كانو يحثون اولادهم دائما علي  وجوب عدم ترك ( الشبشب مقلوبا)   ويكون دافعهم ان ذلك يجلب غضب الرب  فتجدهم  يسارعون دائما رد ذلك ( الشبشب) الي وضعه،  وعلي هذا  امثلة كثيرة  توضح لماذا   يتوجه بعض الناس  لعبادة  تماثيل من صنع يدهم  بل ويعبدون  حيوانات  ويقدمو اليها القرابين  بل ومستعدون للدفاع عنها  حتي الموت .   ويكون السبب  هو الاقتناع والتسليم بهذه الافكار دون تعقل وتحقيق . الان نأتي  لنتفليكس حيث تقوم بستغلال رغبة الانسان عموما في التسلي والتمتع    نعم عزيزي فرغبتك الشارهة في التسلي والهزل هي راسمالهم   رغبتك في رؤية فليم حركي  فيه تجسيد لقصة من وحي خيال مؤلف ما  لاشباع رغبتك الناتجة عن الفراغ والانشغال بما لا يفيد،  “نعم ياخي”  فانفسك كما قال الجاحظ  “النفس عروف، فما عودتها من شيء جرت عليه.” 

ها نحن الان قد استجبنا لما طوعت له نفسنا من التمتع والترفه  فسرق استسلامنا لها اعمارنا الذي  صلاحه هو  قوتنا في الاخرة وفساده حسرة وندامة   فالم يئن الاوان ان نتسفيق ونحسابها قبل الاجل والميعاد ..    … تقوم  نتفليكس بعرض افلام تثير رغبة التسلي عند الناس  وهي مختلفة  لاختلاف اذواقهم ولاختلاف مثيرات  كبتهم فذلك يميل  الي  افلام الحركة والاكشن وذلك الي افلام الاحتيال والنصب وذلك الي الافلام الدراما وذلك الي افلام الرومانسية من ثم يأتي الشخص الي فيلمه المأمول  المزخرف بشتي الحواجز حتي لاتري جوهره  فتجد مثلا في سلسلة مسلسلات la casa de papel  يكون الجوهر الظاهر لك هو  رغبة  شرذمة من الحمقي في استراق اموال الي حد اللاحد ولكنك  وانت في ذهنك ان هذا مجرد تمثيل بغرض المتعة وليس اكثر  ولكنك تصطدم بشتي انواع ايحاءات  الفواحش المقوقتة  فتجد تلك (طوكيو) عازفة للعهر والعري وتجد تلك (موريو) تتخلي عن واجبها  كشرطية لاجل حبيبها  المزعوم  ومن ثم شخصية ( برلين)  الرجل الذي جمع من دناءة الصفات اكثرها فتجده ملحدا لايؤمن بشيء بعد الموت تجده مشتهي للقاصرات تجده شاذا   ولكنه مزخرف لك في صورة رجل ذا تعابير وجه مبرزة لقوة شخصيته مع اتقان وتفاني لاجل خطته المزعومة  فتألف نفسك صفاته   الي امكانية الوصول الي التضامن مع افكاره والتسامح معها .

   الغرض من كلامي  ليس افتراءت بل هو  واقع يعيشه  المجتمع الغربي  تجد اغلبهم متسامح مع كل هذه الافكار البائسة . اخيرا اخي اجذر أن يتلوّث عقلك من حيثُ لا تدري؛ ففي زماننا للفجور المدلَّس على النّاس باسم الكوميديا والحرّيّة والفنّ، مواقعُ ترعاها، وصفحاتٌ تنشرها، ومجموعات متباينةٌ تتولَّى إذاعتها بين النَّاس، وأموالٌ باهظةٌ تُنفق على غرسها وزرعها في العقول والنُّفوس. وما أكثر المرء من مشاهدة شيءٍ إلّا استعلن أثره في نظام عقله، وفي طريقة تفكيره، وفي سيرة أخلاقه وآدابه جميعًا، فالحذر الحذر! حسبك بالقرآن إن اتّخذته كتابًا تدارسه، وصاحبًا تأوي إليه؛ أن يخرجك من الظّلمات المطبقة على نفسك، فيصفّي رواكدها، ويفتح أغلاقها، ويلمُّ لك شعث ما تتحطّم عليه يدك في طِلَابه وجمعه، وما أعظم خيبة النّفس إذا ابتعدت عن الذّكر الحكيم، وغفلت عن الشّفاء العظيم، وحادت عن المخرج الكفيل بتبريد ما نطلّ عليه اليوم من ساحة ساخنة، فيلفح وجوهنا شواظها ولهيبها، وتتغلغل منها في نفوسنا آلامٌ ممضّة تتبع أخرى، وأوجاعٌ متتابعة تتركنا حيارى تائهين. قد ابتعدت الأمّة عن كتابها المنزّل .

 

التعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة