العالم من حولي

المنغوليون

المنغوليون
المنغوليون جنس من البدو الرجل في آسيا الوسطى، ينتشرون فيما يربو على ٤,٥٣٢,٥٠٠ كيلو متر مربع، شمال الصين وغربها. وجنوب روسيا. ويعيش ثلاثة ملايين منهم في الإقليم المنغولي من الصين، كما يعيش حوالي مليون منهم في جمهورية منغوليا الشعبية، وهي دولة مستقلة منذ عام ١٩١٥.

والجزء الاعظم من أراضي المنغوليين، هضبة شاسعة عالية من الصحاري والسهوق، تعاني في الصيف قيضا لافحا، وفي الشتاء بردا قارسا، تهب فيه الرياح الثلجية على السهول القاحلة. وفي الشمال، حيث ثمة الجبال ووديان و الانهار، نجد التربة الزراعية. وفي تلك البقاع، مستوطنات دائمة من المزارعين والصيادين، فغابات البازلت والصنوبر موطن حيوان السمور، والدلق، والقندس، ونمور الجليد. وإلى الشمال، تتلاشى الأشجار تدريجيًا، وتزداد المراعي فقرا، حتى بداية صحراء جوبي “Gobi Desert”. والسهوب جزء من هذا الإقليم الشاسع, حيث العشب العالي يغطيها في الربيع، فيكون مرعى صالحا للجمال، لكن هناك اجزاء أخرى من الصحراء القاحلة الصخرية، حيث لا شيء سوى القليل من الواحات المتناثرة بها من الماء السبخ الذي يحفظ على الرحالة حياتهم من الموت ظمأ.

لكن لصحراء جوبي مفاتنها غير المتوقعة، من البحيرات الزرقاء بين كثيبات الرمال التي تشكلها الرياح، والحصباء كالجواهر تتوهج الوانها، “والرمال العازفة” التي تهتز وكأنها آلات موسيقية ضخمة، عندما تهب عليها الريح في اتجاه بذاته.

هذا الشعب المسالم المتفائل من الرعاة والفرسان، والذي يحيا حياة قاسية، لكنها تفيض صحة، كان له ماض مثير. فمنذ ثمانية قرون، كان اسلافهم رعبا مسلطا على العالم المتمدن، عندما تدفقت أفواج المنغوليين من سهولهم البعيدة المجدبة، ليغزوا المساحات الشاسعة من آسيا وأوروبا فبقيادة جينكيز خان وهو واحد من أعظم الفاتحين في التاريخ، ظفر المنغوليون بامبراطورية اكتسحت نصف العالم، من بحر الصين إلى نهر الدنيبر.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة