العالم من حولي

“كأنك مفيش” ل أحمد فؤاد نجم

   فالبداية، فلنلقي نظرة طفيفة على التاريخ المصري الحديث. استعمرت مصر أولاً من قبل انجلترا. ثم في القرن التاسع عشر، كانت مصر تابعة لنظام حكم ملكي ويحكمها محمد فاروق. بعد فترة، تحول نظام الحكم في مصر إلى جمهوري فأصبحت جمهورية، ويعد محمد نجيب أول رئيس لها. استلم بعده جمال عبد الناصر الرئاسة. كان عبد الناصر بطلاً قومياً و أراد ضم مصر إلى عدة دول مثل: سوريا. كما قام بتطوير الصحة والتعليم في مصر. رغم كل ذلك، بنى العديد من المعتقلات السياسية التي كان يجز فيها كل من يخالفه الرأي.

في يوم الخامس والعشرين من يناير عام ٢٠١١ (عطلة الضباط)، نظمت ثورة ضد الجيش فقد كان المصريون ضد النظام السياسي، وكان الرئيس آنذاك حسني مبارك.

يعد أحمد فؤاد نجم شاعراً مصرياً شهرياً يستخدم العامية في قصائده. كتب قصيدته “كأنك مفيش” قبل الثورة. مما يميز نجم أنه يتفوه بالحقيقة مهما كلفه الأمر. تمثل القصيدة الربيع العربي الذي يعني الثورة ضد الأنظمة الحاكمة. تعد القصيدة قصيرة، وذات قافية عامية، ومكتوبة بطريقة ساخرة ناقدة لحال الشعب المصري والظلم الواقع عليه. تتمحور القصيدة حول موضوع الحرية، فيستعرض نجم أن الحرية ليست شيئاً يمكن التحكم به فهي شيء غير ملموس، روحاني وفكري؛ حيث لا يمكن لأحد تقيد حرية الروح، أو التحكم في عقلية إنسان، أو ما يجوب في ذهن المرء حتى لو تم تقييد الجسم بالسجن.

يعد غياب الرئيس مبارك من أحد المشكلات التي كان يواجهها المصريون؛ فهو لا يؤدي مهامه كرئيس للجمهورية، يستمتع في حياته في حين أن شعبه يعاني بالرغم من أن مصر تعد من أكبر الدول وغنية بالموارد فليس من المفترض أن تكون دولة فقيرة، لكن لأسف الشعب المصري لا يستطيع حتى الحصول على لقمة العيش. لقد تم إهانة الشعب المصري، ولا يستحق مبارك كرامة شعبه فالسبب الرئيسي وراء فقرهم ومعاناتهم هو حكمه الظالم. كما بين نجم كيف يستغل السياسيون كل موارد مصر لمصلحتهم الخاصة تاركيين ورائهم الشعب المصري في الهاوية. أدرك الشعب المصري أن مبارك لن يستجيب لمطالبهم وشكواهم. كما طمح مبارك لجعل ابنه الرئيس القادم من بعد، ولم يقبل الشعب المصري بذلك. فقد قالوا أن مبارك يعاملهم كالعبيد. لشعب المصري كل الحق بأن يعيش بكرامة. كما أطلق نجم في قصيدته على السياسيين لقب “العصابة”، ونعتهم ب “الكلاب” أيضاً. وطلب المصريون من مبارك أن يضع حد لإستغلال السياسين. لكن مبارك لا يكترث لذلك.

علاوة على ذلك، يعاني الشعب المصري من إنعدام حرية التعبير مع أنها من أبسط الحقوق الإنسانية، وفقدان الديمقراطية؛ فلقد حُبس نجم في السجن لأكثر من سبعة عشر عام بسبب آرائه السياسية. في نهاية القصيدة، قرر نجم أن يحلم ويخاطب مبارك ساخراً قائلاً له إن قررت جزي في السجن فلن تستطيع السيطرة على حرية عقلي و فكري وروحي. وقد حلم أنه يمثل مصر وقد تم صلبه، وأنه يطلب من مبارك مساعدته. لكن لا يستجيب مبارك في الواقع فمن الطبيعي أن لا يستجيب له فالحلم. أما عن حل هذه المهزلة بالنسبة لنجم؛ أن نجاة الشعب المصري تكمن في رحيل مبارك. كما أضاف نجم أن للجيل الجديد الحق في أن يكون له دور فعال في مصر. ولإستماع للقصيدة كاملة، أضغط على الرابط التالي:
https://youtu.be/I800_WtPvuk

التعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة