التكنولوجيا

وظائف أصبحت قابلة للأتمتة..وتخوّف من بوتقة الدور البشري!

بما أن الأتمتة المادية والمعرفية للأعمال في تطور مستمر، فإن الكثير من الوظائف ستشهد تغييرات جذرية وسيعاد صياغة بعضها بدلًا من إلغاء التدخل البشري فيها، وما سبق ذكره من الممكن أن يحدث في المستقبل القريب على أقل تقدير.

إمكانات الذكاء الاصطناعي المرتقبة

إن الحديث هنا عن الإمكانات المتطورة في مجال الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات المصممة لأداء المهام التي كانت يومًا ما من اختصاص البشر، لم تعد محصورة وخاصة فقط بالشركات التي أحدثت ثورة في هذا المجال أمثال (IBM’s Watson, Rethink Robotics’ Baxter, DeepMind, or Google’s driverless car).

للتأكد من ذلك، قم بالذهاب إلى المطار وستجد الآن: أكشاك لحجز تذاكر الطيران بشكل آلي دون أي تدخل بشري، وطيارون يتحكمون بالطائرة لمدة لا تزيد عن 3-7 دقائق خلال الرحلة كاملة ويتركون باقي التفاصيل على تقنية الطيار الآلي.

إضافة إلى أن عمليات مراقبة جوازات السفر في بعض المطارات أصبحت تعتمد على آلية مسح رموز الجواز لمعرفة كل ما يتعلق بالمسافر وذلك فضلًا عن وجود تدخل بشري لمراقبة المسافرين القادمين.

السؤال هنا، ما هو التأثير المباشر على الاقتصاد بعد أتمتة هذه الوظائف والتي تزداد نسبتها بشكل مستمر وملحوظ؟ حسنًا الأجابة على هذا السؤال من الممكن أن تكون فضفاضة، ولكن هل هذا الأمر سيعمل على تحسين هائل في الإنتاجية، التحرر من العمل الممل وتحسين نوعية الحياة؟

على الجانب الآخر، أسئلة يجب أن تطرح في هذا الصدد وهي: هل يجب أن نخشى الأخطار الناتجة عن الأتمتة وتهديدها للعديد من الوظائف؟ وهل ستتعطل المنظمات ويؤثر ذلك على المجتمع ككل؟

في وقت سابق من هذا العام، قامت جهات بعمل أبحاث وإحصائيات لمعرفة الأجابة الشافية لتلك الأسئلة المطروحة كلها، وللتحقق من ما تخبئه أتمتة الأعمال للعديد من المجالات وما هو مستقبلها.

وكانت النتائج حتى هذه اللحظة، أنه في البداية والأهم من كل ما سبق أن التركيز على المهن والقلق من التطور القادم هو أمر مضلل، لأنه سيتم أتمتة عدد قليل جدًا من المهن قريبًا التي لن تحتاج إلى تدخل بشري،  بينما باقي ما تبقى من الوظائف الأخرى ستدخل مجال الأتمتة أيضًا ولكن لن يلغى فيها التدخل  البشري بشكل كامل وإنما سيتم إعادة صياغة مهام الشخص الذي يعمل في تلك الوظيفة، ومثال على ما سبق عندما تم إسناد مهمة السحب والإيداع إلى الصرافات الآلية، وفي الوقت نفسه لم تستغني البنوك عن موظف الصرافة بل أعادت تنظيم مهام أخرى له.

وللغوص بشكل أعمق في تفاصيل ما ينتظر الأعمال في المستقبل القريب، ذكرت الأبحاث ذاتها أن ما يقارب 45% من الوظائف المسندة للأفراد والمدفوعة الأجر من الممكن أن يتم أتمتتها في الوقت الحالي، فعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة الأمريكية تبلغ تكلفة الأجور السنوية المدفوعة للموظفين ما يقارب الـ2 تريليون دولار، وعلى الرغم أن العديد يعتقد أن الأتمتة تستهدف فقط الوظائف التي لا تحتاج إلى مهارات عالية والقليلة الأجر، اكتشف الباحثون أنه حتى الوظائف ذات الدخل المرتفع مثل مدراء المالية، الفيزيائيين، المسؤولين التنفيذيين وكبار المدراء، فإنهم يمتلكون قدر كبير من المهام التي يمكن أن يتم أتمتتها أيضًا.

وأضاف الباحثون أن للأتمتة فوائد جمة، وقالوا: ” من المؤكد أن هناك العديد من الفوائد في الأتمتة كزيادة الإنتاج مع الحفاظ على جودة أعلى وخاصة في بعض الأعمال التي تفوق مجهودات وطاقة البشر”.

البحوثات لا زالت مستمرة في هذا الشأن، ولكن الصورة أصبحت واضحة فيما يخص أتمتة الأعمال، والفكرة هنا هي أن الفائدة المرجوة لا تتعلق بأتمتة الوظائف بشكل فردي والتخلي عن التدخل البشري، وإنما يكمن السر بأتمتة المهام الموجودة لدى تلك الوظائف والعمل على إعادة تنظيم وتحديد الأدوار بشكل يفيد المجتمع ولا يضره.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة