
يوميات حرب
من بين المعاناة ولدنا نحن، من بين كل تلك الفضاعة وجدنا لنبقى قدر ما سنحيا.
السبت 14/4/2015 تعز- اليمن
كعادته يستيقظ عرفات من فراشه على مضض، بعينان شبه مغلقتان، خطوات بطيئة، وظهر منحني، حتى أن أخاه علي غالباً ما يشك بأنه سيصل إلى الحمام .
*الساعة 7:55*
تبقى 5 دقائق على بدء المحاضرة. عرفات لايزال في الحمام، غارق في أفكاره، “غالباً ماتنهال الأفكار المنطقية في الحمام” هكذا يعتقد عرفات.
*الساعة 8:56*
يصل عرفات إلى القاعة، بعد أن أنتظر كثيراً لباصات النقل التي توقف معظمها بسبب ارتفاع المشتقات النفطية، يتوقف قليلاً امام باب القاعة بينما ينظر إليه الدكتور بنظرته المعتادة دون كلمة، يدخل عرفات، وفي رأسه العديد من الاسئلة والأفكار التي لاتنتهي، على الرغم من ذلك إلا أن عرفات لديه مكانة لا غبار عليها واحترام كبير من الجميع لذكائه الفطري رغم إهماله الشديد واللامبالاة القاتلة.
قبل سنوات، لم يكن عرفات من محبي السياسة ودهاليزها. إلى أن الأحداث الأخيرة والحرب الدائرة في الشمال جعلت من عرفات شخص يتلذذ في طرح الإستنتاجات والتحليلات، فهو شخص يعي مايدور حوله. دائماً ماكان يتحمس للنقاشات السياسية في جلساته مع اصدقائه، حيث يذهب للتحليلات الطويلة والمملة أحياناً. وعلى عكس شخصيته يصبح عرفات نرجسياً عندما يتفاخر بتوقعاته هكذا يتهمه صديقه رياض، رغم الصداقة القوية بينهما إلا أن رياض يمتلك شخصية على النقيض تماماً من شخصية عرفات.
في جلستهما المعتادة والتي غالباً ما يجتمع فيها عرفات، أخاه علي وصديقه رياض، يشاهدون الأخبار التي تنقل أخر المستجدات عن أحداث البلاد، وما آلت إليه الأحداث الأخيرة من ضربات للطيران قبل نصف شهر، وبداية الحرب في عدن ومن قبلها أحداث صنعاء، يأتي خبر عاجل يقلق بال عرفات وهو “المليشيات تتأهب لبسط نفوذها إلى مدينة تعز “، مدينة عرفات.
المشتقات النفطية في إرتفاع جنوني، والطرقات مقطوعة لأسباب مجهولة، الكهرباء أيضاً مقطوعة في المدينة. دائماً ماكان يردد عرفات في نفسه أن الحرب قادمة لامحالة في تعز، كل المؤشرات تشير إلى ذلك، المظاهرات أمام مقر الأمن المركزي، التوتر بين السكان، الترقب، حالة الاستنفار لمعظم الجماعات والمزاج العام….
يتبع