
(مجلس الشورى بين الواقع والمأمول)
“مجلس الشورى بين الواقع والمأمول” (وجهة نظر)
الرياض ١٩ أكتوبر ٢٠٢٠م
استوقفتني عبارة (فلان عينوه بالشورى) وبدأت أهازيج القبيلة والشيلات والرقصات تزف المجد لبعضها ربما عادات وتقاليد شعبوية رجعية (لاتغني ولاتسمن من جوع) يحاول (البطل المغوار) ومن معه أن يشعروا بمن حولهم أنهم حققوا مجدا تليدا، ولم يدركوا أن رغم تطور العلم والعالم في ضوء معطيات العصر لا تفهم تلك اللغة أو حتى تستوعبها لأنها أعمق وأدق تفكير وتحليل.
للأسف لايزال البعض يعوم في دائرة عدم إدراكه ماهية المجلس ومهامه وواجباته ؟
ما أحب أن أنوه عليه أن (المجلس) ليس للعبث والبرستيج الزائف وتحقيق الأهواء والتطلعات الشخصية والتفاخر لدى البعض وهو (شتان).
حتى نتقدم للأمام لابد من تطبيق قاعدة (تكليف وليس تشريف) في كل الأمور والمهام والأعمال في حياتنا والبعد عن الأهواء الشخصية (ولو دامت لغيرك لما أتت إليك).
المجلس هو عمل حكومي كبقية الوظائف الحكومية تتقاضى منه راتبا مقابل عمل ليس إلا كغيرك من زملاءك وزميلاتك مرشحين من وزارات وجامعات وشركات ألخ دون تمييز، وبالأصح هو ليس منصب وزاري سيادي بل وضع لمناقشة أمور تطرح ويتم التصويت عليها أما الموافقه أو الرفض ومن ثم يمر بمراحل للرفع لجهات الاختصاص ويقع الدور الأكبر على رئيس المجلس ونائبة ومساعدته أعانهم الله لأنهم سيواجهون الضغوط والتعب، والأهم والمهم أن تكون عضوا فاعلا ليس كما يقال (مجلس متقاعدين) لتحسين الأوضاع وجمع الأموال أي لابد من محاسبة كل من يدخل المجلس، ماذا قدمت طيلة وجودك فيه ؟
لذا لانعول كثيرا لأن هناك عقبات ستواجه المجلس إما نتغلب عليها أو حتما ستتغلب علينا، مر على المجلس العديد من الكوادر سواء استاذات أو اساتذه ودكاترة ومهندسين ومتقاعدين من أبناء البلد ولكن منهم من قدم ومنهم من أخفق ربما من أخفق لم تساعده الظروف.
ما أريد أن أسلط الضوء عليه أن المجلس لايصنف فئة عن أخرى نجد فيه ابن القريه والمحافظة والمدينة والقبيلة والمتحضر والمتجنس والمذهبي للجميع الحق في هذا البلد تجد فيه أقصى الجنوب والشمال والغرب والشرق سواسيه نساء ورجالا لما يتجاوز ١٥٠ عضوا متجددون كل أربع سنوات من كافة القطاعات الحكومية والخاصة.و
المأمول ممن يقومون بالاختيار ويرشحون أن يراعوا الاختيار ماهية (البرنامج الانتخابي) أي ماذا سيقدم وماهو تاريخه وشخصيته وعمره وتفكيره وجدوى ذلك حتى لا نرهق المجلس وأن يكون سنوي بدلا من أربع سنوات حتى تتاح للكل المشاركة وتقديم أنفسهم وما لديهم وأن يكون للشباب الدور الأكبر ومن لديهم رؤية تتواكب وتدعم رؤية 2030 وتحقق تطلعات القيادة الرشيدة ومن لديهم مبادرات اجتماعية ومشاركات تطوعية تنموية وهي الأجدر بهم حتما.
كتبه / طلال بن مشعان بن سيف _ مستشار سعودي ومتخصص ومفكر