
اقضِ على الكسل والتسويف في 20 ثانية
قد نشعر جميعاً بالكسل عند أداء المهام التي من شأنها تطويرنا. الكسل شعور طبيعي ولا بأس به، إلا أن مشكلته تكمن في أنه يؤدي بنا إلى الإنخراط بعادات سلبية قد تضيع وقتنا أو تؤثر سلباً على صحتنا.
لماذا علينا أن نقضي على الكسل؟
عند إحساسنا بالكسل أو التعب بعد يومِ طويل نتثاقل من أداء المهام التي تتطلب جهداً، وعلى العكس من ذلك نميل إلى أداء الأعمال السهلة والمناسبة لحالتنا في هذا الوقت. قد تشمل هذه الأعمال السهلة مشاهدة التلفاز، أو تصفح وسائل التواصل الإجتماعي، أو تناول الغذاء غير الصحي، ومع مرور الوقت تصبح هذه عادتنا التي نقوم بممارستها بشكل لا واعي.
يجب علينا التوقف قليلاً وتفحص عاداتنا اليومية لمعرفة إذا ما كانت مبنية على الكسل، كما يجب علينا أن نتساءل إذا ما كانت هذه العادات تخدم مصلحتنا وتطورنا قبل تبنيها وممارستها بلا وعي.
حل مشكلة الكسل:
نستطيع السيطرة على مشكلة الكسل والتسويف عند معرفة السبب الحقيقي الذي يؤدي إليها، وذلك بفهم قاعدة ال20 ثانية لتغيير العادات حسب كتاب نعمة السعادة (The Happiness Advantage).
لتتمكن من تغيير عادة معينة عليك بتغيير النظام الذي يؤدي بك إلى ممارستها بطريقة لا واعية.
لنأخذ شخصاً يحاول تعلم العزف وتقليل معدل مشاهدة التلفاز كمثال.
إن حقيقة أن هذا الشخص يحتاج لمدة 20 ثانية على الأقل لإخراج الآلة الموسيقية من مكانها وإخراجها من حقيبتها، قد تكون كافية لإثناء هذا الشخص عن نية العزف والتعلم. ولذلك فإن وضع الآلة بمكان واضح لا يتطلب أدنى مجهود للوصول إليه قد يكون كفيلاً بتشجيعه على العزف.
ماذا عن العادات غير المفيدة كمشاهدة التلفاز لفترات طويلة؟
يستطيع هذا الشخص استخدام نفس الطريقة بشكل معكوس، وذلك بأن يضع بعض الحواجز التي لا بد من عملها قبل البدء بمشاهدة التلفاز، كنزع بطاريات جهاز التحكم عن بعد وتخبئتها بمكانِ بعيد، بحيث يحتاج للقيام بعدة خطوات ليتمكن من مشاهدة التلفاز.
في هذه الحالة سيفضل هذا الشخص العزف على الآلة الموسيقية إذا ما كانت قريبة أكثرمن اتخاذ الخطوات اللازمة لتشغيل جهاز التلفاز.
باتباع هذه الطريقة البسيطة تستطيع أن تقضي على منظومة القرارات السريعة التي تحصل في العقل اللاواعي نتيجة توفر الظروف المناسبة، مما يسمح بتدمير العادات السيئة وبناء عادات صحية بدلاً منها، بحيث تصبح العادات الصحية سهلة الممارسة مع مرور الوقت.
وباختصار، فلبناء عادة جيدة عليك تقليل العوائق التي لا بد من اجتيازها لممارسة هذه العادة، حتى تصبح ممارستها أسهل وبدون تسويف. وبالعكس فلتتخلص من عادة ما، عليك زيادة المعيقات التي عليك اجتيازها قبلها مما يجعل البدء بها عملية صعبة عليك.
لاحظ أن فترة ال20 ثانية ما هي إلا مثال، إلا أن الاستراتيجية المُتبعة هي السر في إعادة تشكيل عاداتك. قد تختلف المدة المخصصة للعوائق في كل حالة، لكن الحل يكمن بتقليل هذه المدة قدرالإمكان لتسهيل العادات الإيجابية وزيادتها قدر الإمكان في حالة العادات السلبية.
تذكر! قد تبدو الفكرة بسيطة، إلا أنها تستهدف الآلية التي يعمل بها عقلك اللاواعي، والتي تتأثر كثيراً بالظروف المحيطة بك. فأصعب جزء من ممارسة أي نشاط يرتبط ببدايته، وكلما احتجت لبذل مجهود أكبر لبداية ممارسة هذا النشاط كل ما كانت احتمالية عدم البدء فيه أعلى، خاصة إذا ما كنت تشعر بالتعب أو الكسل من الأساس.
تستطيع تطبيق هذه القاعدة لتتشجع على إدراج عادات أفضل في حياتك كالقراءة وممارسة الرياضة. فكر دائماً بمقدار الخطوات الواجب عليك القيام بها لأداء أي عمل ترغب بتحويله لعادة إيجابية، واجعل ظروف ممارسته مناسبة لك بحيث تتطلب منك أقل جهد ووقت قبل البدء فيه.
كما تستطيع التخلص من العادات التي تضرك أو تضيع وقتك بتطبيق هذه الطريقة أيضاً، فبإمكانك مثلاً وضع جهاز الهاتف في مكان بعيد يتطلب الوصول إليه وقتاً إذا ما أردت التركيز على العمل أو ممارسة هواية ما. وبإمكانك اتباع نظام صحي أفضل بالتخلص من كل الأطعمة الضارة وسريعة التحضير، حتى لا تميل إلى تناولها عند الشعور بالكسل بدلاً من تحضير طعام صحي.