صحتي

تلوث الهواء في الشرق الأوسط: تحديات صحية وبيئية

يعاني سكان منطقة الشرق الأوسط من مستويات مرتفعة من تلوث الهواء، حيث تتجاوز في كثير من الأحيان الحدود الآمنة التي توصي بها منظمة الصحة العالمية. تُصنف مدن مثل بغداد والكويت ودبي وأبوظبي ومكة وعمّان ضمن المدن التي يُسجل فيها تلوث الهواء بمستويات “غير صحية” أو حتى “خطيرة” وفقاً لمؤشر جودة الهواء العالمي.

تتنوع مصادر تلوث الهواء في المنطقة، لكن غالبية الملوثات تأتي من الأنشطة البشرية. تشمل هذه المصادر حرق الوقود الأحفوري في الصناعة والنقل والاحتياجات اليومية، بالإضافة إلى الانبعاثات الصناعية وعوادم السيارات ومواقع البناء الضخمة. وعلى الرغم من أن الغبار الصحراوي يُعتبر جزءاً من المشكلة، إلا أن الدراسات الحديثة تؤكد أن معظم الجسيمات الدقيقة الضارة بالصحة هي من صنع الإنسان، وهي أصغر حجماً وأكثر خطورة من الغبار الطبيعي.

تشير التقارير العالمية إلى أن دول الشرق الأوسط، وخاصة العراق والسعودية والإمارات وقطر والبحرين، تُعد من بين الأكثر تضرراً من تلوث الهواء. فمثلاً، سجلت بغداد مؤشر جودة هواء مرتفع جداً، كما أن العراق يُصنف بين الدول الأكثر تعرضاً لجسيمات PM2.5 الضارة، بمعدلات تتجاوز بكثير الحدود الآمنة التي حددتها منظمة الصحة العالمية. ولا تقتصر هذه المشكلة على العراق، بل تشمل دولاً أخرى في المنطقة مثل مصر والكويت والإمارات وقطر والسعودية، التي تظهر جميعها ضمن قائمة الدول الأكثر تلوثاً للهواء في العالم.

يؤثر تلوث الهواء سلباً على صحة الإنسان، حيث يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب. كما أن لهذا التلوث آثاراً اقتصادية كبيرة، إذ يزيد من الإنفاق الصحي ويؤثر على إنتاجية العمالة بسبب الأمراض والتغيب عن العمل. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن تلوث الهواء يتسبب في وفاة ملايين الأشخاص سنوياً حول العالم، وأن الشرق الأوسط من أكثر المناطق تضرراً.

في مواجهة هذا التحدي، تبذل بعض الدول في المنطقة جهوداً للحد من تلوث الهواء. تشمل هذه الجهود تشجيع استخدام الطاقة المتجددة، وفرض معايير صارمة للانبعاثات الصناعية ووسائل النقل، وتطوير أنظمة النقل العام، وتحسين إدارة النفايات. كما تُنظم مؤتمرات علمية تجمع خبراء لمناقشة التقنيات الحديثة لرصد الانبعاثات والحد منها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة