
سوريا فقط!
منذ عام 2011 في الخامس من أذار سوريا تعيش حالة من التخبط والحرب، حروب منها خارجية ومنها داخلية ولا تشبه بكامل صفاتها الحروب الشائعة!
الحرب التي كانت تدور في محافظاتها وشوارعها كانت لا تقتصر فقط على السلاح بل في الحياة اليومية والهاتف والتلفاز والأصدقاء وحتى الأماكن التي تعتبر ملجأ لشكواهم، أصبح المواطن السوري يتكلم مع نفسه ويأكل كل يوم المزيد من الصفعات كل ما دار حديث بينه وبين نفسه دون الأخرين إن تجرأ أن يتكلم معهم فيما يخص الأوضاع العامة.
بمرور الوقت والأعوام المتلاحقة ولتاريخ 2019 و 2020 إستراحت الحرب على أقسام من الدولة ولكن المواطن لم يسترح! بل أنه تمنى لو يعد به الوقت ويخف من القذائف أو الأشتباكات بحيث أصبح يعاني من أصوات أطفاله الذين يشتهون اللحوم أو أيا أنواع الدسم ولسد هذه الثغرة أصبح الطلب متزايد على ظهر الدجاج الذي يخلو بشكل تام من اللحم وذلك فقط لجعل الطعام به رائحة دجاج وبهذا التصرف يحترم نفسه أمام نفسه قبل أطفاله.
ولكن التاريخ لا يحترم من يُهين رجل ولو لم تكن بصورة مباشرة أو من لا يشفق على إمرأة طاعنة في العمر فقدت ولديها في السنوات الماضية لحماية حدود بلادها واليوم حدود منزلها سبيل لقطاع الطرق أو طفل صغير سأله أباه ماذا ستصبح في المستقبل وأجابه ساعتها طيار أحلق بطائرتي فوق بلادي وفوق بلاده وفي ذات الطائرة التي تمنى الطفل أن يحلق بها قصفت منطقته واستشهد أباه وأصبح مستقبله أيا عربة صغيرة يبيع عليها السجائر المهربة.
اليوم وفي عام 2024 كفة الميزان ترجح للتاريخ وللطفل وللرجل ولتلك العجوز الطاهرة، فاليوم نفسه صاحب القرار فرَّ هارباً في ساعة كانت أبواب السماء مفتوحة لدعوة أم و أب وشجاعة قيادة عسكرية في طريقها لإثبات أن الميزان يرجح دائماً للتاريخ، للحق، للإرادة.
لن يعود والد الطفل ولكن سيكبر الطفل ويصبح رجلاً به صفات أباه في مستقبل يليق بأحلامه مع فرصة مهما كانت صغيرة لتحقيقها وأبناء الإمرأة لن يعودو للحياة ولكنها تعلم بأنهم يرقدون براحة وبأن السلام الذي حلّ في البلاد سيجعل من جميع أبنائه أبناءً لها أما عن الأب ف هو رجلٌ في ظروف لم تساعده واليوم تغيرت المعطيات وأثبت أنه رجل والرجال قليلُ.
