
مابين كتمان وهيجان….ندم
من منا لم يمر بوقت تمنى فيه أن ينفجر بكل مايحمله في قلبه من كلام لكنه آثر على نفسه الصمت ؟
بالمقابل من منا أيضا تمنى لو لم ينطق بحرف واحد مما نطق ؟
إن الحياة سيل جارف من المواقف التي ما إن تغيب حكمتك فيها حتى تغرق ببحر الندم وجلد الذات .
إن لكل موقف خصوصيته وأبعاده وحريّ بنا كبشر مميزين بالعقل أن نعي متى نشعل هذا الموقف ومتى نتفادى انفجاره وحرائقه .إن كان الموقف يمسّ كرامتنا وحقنا فمن حقنا بل وواجبنا أن ندافع عن أنفسنا لكن بوعي وبمنطق وبرزانة ومع احترام الطرف المقابل ، فالاحترام سمة عظيمة وخلق حسن وهو ما سيرغم الطرف الآخر على سماع رأينا وموقفنا .
قد نصادف في حياتنا أناسا ينفجرون في كل موقف ولأتفه الأسباب وللعلم هذا لايجعل من رأيهم صائبا ، لذا وفي ثورة هيجانهم أرى من الأنسب هنا كتم رأينا لحين هدوء ثورتهم وانفعالهم ثم إعادة طرح الموقف ومناقشته بعد فترة ، بحيث تطرح وجهات النظر بهدوء وروية .إن المواقف المحتدة مثل النار المتقدة ما إن تدلي برأيك أمام هؤلاء الأشخاص المنفعلين ( والذي غالبا مايكون مخالفا لرأيهم ) حتى تبدو كمن صبّ الزيت على النار وأنت بعدها أدرى بالعواقب ، لذلك وتجنبا لاندلاع هكذا حرائق من الأفضل أن تكون أنت الطرف الحكيم وتراوغ تلك النار حتى تنطفئ .
ختاما، هنيئا لمن أعمل عقله و بصيرته و لم يدع غضبه يعميه.