قلم حر

بئر برهوت …سجن الجن

سجن الجن …بئر برهوت

ماهى هى حقيقه مت يدور حول هذا البئر في اليمن وهل حقا هو يجن الجن ولم ولن يستطع اى بشرى النزول فيه او حتى الاقتراب منه هذا ما يدور حوله المقال

بئر الجن

فلنبدأ بالحديث الشريف أولًا لمن لا يعرفه:

عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خَيرُ ماءٍ على وجْهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ، فِيه طعامٌ من الطُّعْمِ، وشِفاءٌ من السُّقْمِ، وشَرُّ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ بِوَادِي بَرَهُوتَ بِقُبَّةٍ بِحَضْرَمَوْتَ كَرِجْلِ الجَرادِ من الهَوامِّ، تُصبِحُ تَتَدَفَّقُ وتُمسِي لا بِلالَ لَهَا) [صحيح الجامع: 3322].

وهذا حديثٌ صحيح صححه الألباني وابن حِبَّان .

لكن الأمر الذي أغفلته كثيرٌ من وسائل الإعلام، وتغافل عنه الكثير هو أن البئر التي استكشفها الفريق العماني في مدينة أخرى كليًا!!! في محافظة المهرة! بينما الحديث عن بئر بوادي برهوت بحضرموت!!

وهي ليست بئرًا أخرى في نفس المدينة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا حتى تشابهها في الصفة مما قد يُعذر معه حينئذ من التبس عليه الأمر، بل هي بئر أخرى في مكانٍ آخر مختلفة تمامًا عن تلك المذكورة في صفتها ومكانها! بل إن الفريق العماني بذاته يؤكد ذلك على لسان د. محمد بن طلال الكندي رئيس مركز استشارات علوم الأرض في عمان في مقابلة مرئية لهم كانوا قد نشروها على حسابهم في تويتر إذ يقول بأنها تختلف عن البئر المذكورة في الحديث تمامًا! فيال العجب!!.

لكن بمناسبة الحديث عن بئر برهوت، فإن هنالك أحاديث ضعيفة (غير الحديث الصحيح)، كما أن هنالك قصصًا كثيرة وروايات تقال عنها من خارج الإسلام، مما نسجته خيالات الناس وحكاياتهم عن ان هذا البئر هو مسكن قبائل الجن وان لا احد يستطيع الوصول الي قاع هذا البئر ، لكن بغض النظر عن هذا كله، فإن المسلم يجب عليه التثبت مما يسمعه والحرص على ما يأخذه ويرويه، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ” (صحيح مسلم).

لكن من اين اتت تلك الشهرة لهذا البئر .إنّ المرجّح أن هذه الشهرة لهذه البئر ترجع إلى اسمها الذي ارتبط باسم تلك البئر الواردة في الآثار وإلى ربط بعض الصحفيين صورتها بتلك الآثار بغير دليل ولا برهان كما أورد ذلك الباحث صالح بلفقيه في كتابه “برهوت” الذي بحث فيه هذه المسألة بحثًا مفصّلًا وذكر أن أول من قال بهذا الربط لم تكن له حجة على ذلك وإنما قيل به تخرّصًا. وبرغم هذا كلّه فإنه لا يزال هناك جدل بين المؤرخين والمهتمين في صحة نسبة هذه البئر أو تلك للحديث، حتى إن بعضهم ينسبها لبحيرة شوران وهي الفوهة البركانية المعروفة بمنطقة بئر علي إلى الشرق من قرية بئر علي تحديدًا، رغم أن ذلك لا يتفق والأحاديث المروية استنادًا إلى الباحث بلفقيه. والله تعالى أعلم وأحكم.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة