قلم حرمجتمعي

أنا عنصرية

عنوان مستهجن، أليس كذلك؟

دعوني أشرح الامر قبل أن تقيموا على القيامة. من منا لم يتعرض لهذا الموقف السخيف الاحمق..

اذهب يا وبعد اليا يصنف بعرقه أو جنسيته وكأن الجنسية أو العرق عيب، في ذات الوقت صنف هو أو هي كي لا تتهمونني بالذكورية أو النسوية وبلا بلا بلا، إلخ إلخ، خرجت عن الموضوع دعوني أعود.. أخذ ريوس.

صديقي.. صديقتي كم مرة قلت أنتِ أو أنت لفظا بأسا عنصري.

أنا لم أعي في طفولتي، هذا التصنيف المقيت إلا بعد أن دخلت المدرسة؛ لأن الطالبات صنفوني بتصنيف عنصري

رغم أن التصنيف كان بعيدا كل البعد عن فعلي ومظهري وقولي فقط لأن كنيتي الفلانية.

أنا كذلك تشربت هذه العنصرية منهن أثناء دراستي معهن وأصبحت انتقي صديقاتي مبتعدة عن الفتيات من ذات تصنيفي شيئا فشيئا وإن صادقت فلمصلحة لا أكثر أدرك هذا الخطأ الفادح الآن فأنا التائب العائد أو كما يشاع القول عاد الابن الضال.

وبعد سنين الضلال في غياهب العنصرية صادقت في المرحلة الثانوية فتيات من كل أنحاء الوطن العربي من الشام والسودان ومصر ومن الحضر والبدو صديقاتي كنا متنوعات –  جامعة الدول العربية – كما أطلق عليهم الفضل يعود بعد الله لصديقتي الودود رحاب، رحاب هل تذكرينني؟

بعد المرحلة الرائعة من عمري فرقتنا الحياة لكني أدركت بعد هذه السنوات العجاف أن المرء ابن بيئته شاء هذا أم أبى ذلك ولا أقصد بهذا أسرته فقط، بل هناك الأصدقاء الزملاء المعلمون أبناء عمومته أبناء الجيران ابن مجتمعه وعليه الفخر وأن يلجم نهيق العنصرية المقزز.

في الختام أنا لم أستطع أن أقتل هذا الكائن العنصري داخلي فالمرء كما قلت ابن بيئته لكني أقل ما فعلت هو إني ألجمته لجام من نار كلما حاول التحدث داخلي أخرسه ألم اللجام

يا أصدقائي

ما زلت أصف نفسي بأنا عنصرية خرساء.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة