قلم حر

كيف يُفكر الكاتب

تساؤلات قد تكون في فِكْر بعض الكُتاب في مراحلهم الأولى للكتابة!

لم تكن الكتابة مجرد هواية أكثر من كونها فعلاً روتينياً نشأت منذ ولادتي ونبغت بلحظات بلوغي ..فـ منذ نشاءتي كان شيئاً ما يولد ويكبر داخلي هذا العالم الكبير الذي يسكنني وأسكنه يستلج تارةً ويهدأ أخرى !كانت روحي تعج بحياةً أخرى غير هذه الحياةِ التي ألفتها وعشتها مع أهلي ومع من هم حولي.

-تعلمت الكتابة على السطور والورق وأبحرت سفينتي بلا مرسى أبحرت بقيادةِ قبطانها الصغير، قبل ان تُخلق لي يدان للكتابة كان لي عقلٌ يفكر، وبعد العقل تأتي اليدان.

إنّ الكاتب يسأل نفسه في كل جملة يكتبها، -ما الذي أحاول قوله؟

-ماهي الكلمات التي سَتُعبِر عن ذلك؟

-ماهي الصورة أو المصطلح الذي سيجعل ذلك واضحًا؟

-هل هذه الصورة نضرة بما فيه الكفاية كي تُحْدث أثرًا؟

-هل أستطيع التعبير بشكل أقصر؟

-هل يُمكنني الحذف بدلًا من هذه الإطالة؟

سأطرح بعض النقاط علي هيئة أسئلة، حاول أن تُجيب عليها قبل أن تقرأ رأيي الشخصي.

– ماهو دافعك للكتابة؟

حين لا أجد ما أكتب أسأل نفسي هذا السؤال؟ وكنت أبحث عن الدوافع التي تزيد من قابليتي للكتابة. وبعد مدة وجدت نفسي باستثارة لكتابة شيءٍ ما! فلم أتردد على البدء فورًا فكتبت. وعندما جلست مع ذاتي قليلاً لأبحث عن دوافع الكتابة وجدتٌ أن الساعات الأولى من الصباح تحرك المشاعر وتجدد طريقة التفكير وتنشط العقل. لذا أكتب كثيراً في ساعات الصباح الأولى. أيضاً القهوة بأنواعها المختلفة كانت دافعاً وإلهامًا للكتابة. والكتابة في الظلام لها جوانب عكسية فهي تمتص الأفكار السلبية لِتُشْرع إلى سطر جديد للكتابة. وأخيرًا لا بد ان تكون النفس حاضرة وفي أوج استعدادها للكتابة في أي زمان ومكان.

– لمن تكتب؟

منذ سنواتي الأولى حين كنت بذرة تشاغب العالم وقلبي كغيْمة في السماء لا يشوبها دخان المدينة ولا رماد الحريق ولا بقايا الحُطام، كنت أكتب عن صفاء السماء والسحب الكثيفة، وعن هَتْان المطر المُباغت والمطر الغزير، وعن الزرع والورد والأشجار، كانت تستهويني الطبيعة أكثر من زخَم الواقع والحياة نفسها، كتبت عن الأشياء حولي وشَكلتُها مع مايتَماهى طفولتي. أما الآن ومع تناقض جسدي مع روحي وقلبي وحين أصبحا كشيء مُتضارب يَستحيل أن يَتفقان أجد هذا التناقض الكبير وهشاشة التفكير. أصبحت أكتب عن أشياء لم تكُن مصدر اهتمامي كواقعية الحياة مثًلا.

– إلى أين تصل طموحاتك؟

لا أبني طموحاتي خلف ما أكتب فأنا اكتب لأن الكتابة صديقتي وما دمت أكتب فأنا مُحلقة دومًا كطير طليق ومن دونها يتوقف عقلي عن التفكير ويداي عن الكتابة ويكبر جسدي برأس فارغ وابْتلع جرعة الزرنيخ التي أستحِقُها. إن أكبر طموحاتي في أن أكتُب.. و أكتُب .. ثم أكتُب.

– كيف أقيّـم نفسي؟

يمكنك تقييم نفسك من خلال حدسك الكتابي الماتع حيث يأخذك الى عوالم أخرى حين تقرأ وتراجع النص أكثر من مرة إلى أن يصل إلى ذائقتك. ثم شارك من حولك ماكتبت، وأنشر نصك للجمهور وتقمص آراءهم، فالجمهور مُكَمل لتقييمك ويمكنك من خلالهم تحسين مستوى كتاباتك. جرّب عند الانتهاء من الكتابة أن تتركها لساعات قبل النشر، وأذهب لعمل أي نشاط آخر، ثم عد لقراءة ماكَتَبْت وسَتَشْعر بالتقييم الحقيقي للنص حسب ذائقتك الفعلية، لا حسب نشوة الكتابة لحظة انتهاء العمل، وستقرر حينها نشره.

– ماهي الأدوات “ الروحيّة” اللازمة حتى أصبح كاتباً ماتعاً ؟

-القراءة: اذا لم تكن للقراءة قيمة في حياتك فأعلم أنك لن تصبح كاتبا متطلعًا ومبدعًا.

-المواقف النابعة من تجربة حسية وليست من مواقف الآخرين.

-الحس الأدبي الفصيح.

-الصدق في الكتابة وتصوّر الأماكن تصويرًا دقيقًا يجعلك تتنفس وتحلق بعيدًا عن الواقع.

-الاستمتاع والحُب بما تفعله.

-الاستمرارية في الإنتاج والممارسة الدائمة، ولا يعني هذا أن كل المخرجات سوف تكون جيدة.

كان الأمر بهذه البساطة ! أن تُمسك قلمًا ومُفَكِرة وتكتب، تكتب عن أي شيء يدور حولك أو العالم.

خلق بيئة ملهمة من حولك.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة