قلم حر

سُمُّ دودةٍ، أو عضّةُ شجرة!

يقول المتنبي :

~” أعيذُها نظرات منك صادقة °°° أن تحسب الشحم في من شحمه ورمُ”~

أخشى عليك يا سيدي أن تظنّ الورمَ سُمنةً في أجساد الآخرين، والسُمنةُ دلالة على الجاه والعظم ( والرجل بلا كرش لا يسوى قرش) ، والورمُ دلالة على المرض والهزل!

ويريد الشاعر أن يقول بكلمات أخرى :
أخافُ عليكَ من أن تنخدع بالمظاهر، فتظن أن ذا اللبس المزخرف شريفٌ، وذا الصوت المرتفع قادرٌ ، وذا الجسد الممتلئ قويٌّ، وذا الشهادة الممتازة عالِمٌ، وذا اللسان المفلسفِ مثقّف!

واحذر من أن تخلط بين المُتَعلِّم والعالِم، وبين المتفلسفِ والمثقّف، وبين الدراية والهبد!

~” وما انتفاع أخي الدنيا بناظره°°° إذا استوت عنده الأنوار والظلم”~

وما الفائدة من بصرك يا إنسان، إذا حسبت الأفعى السّامة مجرد دودةٍ مسكينة! أو الحرباءَةَ المُتَمسَحَةَ جذعُ شجرة؟!
أفهمتم قصدي؟!
ما سبق وخطّه قلمي، ليس للقراءة وحسب، بل للتأمل والتدبّر، وإسقاط العبرة على واقع الحياة!

حماكم الله من لدغة دودةٍ مسكينة ، ومن عضّةِ جذع شجرة!

أحمد الفار

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة