العاب وبرامج

الألعاب الإلكترونية.. عنف أم رفاهية؟

عام 1953,ظهرت الألعاب الالكترونية كحدث ضخم اجتاح اغلب دول العالم بشتى أنواعه وبرمجاته .حيث كانت أول لعبة إلكترونية ترى النور هي حشرة قمل صغيرة تظهر على شاشة كبيرة ويتم تحريكها باستخدام حاسوب ضخم بلغت تكلفته آنذاك ملايين الدولارات. أما اليوم، تتنوع الألعاب الإلكترونية و تختلف في محتواها ما بين ألعاب تعليمية ، سباقات الألعاب الرياضية و أيضاً ألعاب الأكشن العنيفة مثل : فورتنايت (Fortnite)، ببجي (Pubg)، كول أوف ديوتي (Call of Duty) و غيرها.

عادة، تشكل الألعاب الإلكترونية العنيفة مصدر قلق للآباء، بسبب خوفهم على مدى تأثيرها على الأطفال و المراهقين. حيث يرى بعض المختصين أنه لا علاقة مباشرة بين العنف عند الأطفال أو المراهقين و بين هذه النوعية من الألعاب ، إذ أن العدوانية تنشأ مع الطفل و تنمو معه ولكن هذا لا ينفي كونها جزء من المشكلة. على الجانب الآخر فإنها وعكس ما يتم اعتقاده، تخلصهم من العدوانية المكبوتة مما يجعلهم أكثر هدوءاً. ويرى أيضا بعض الخبراء أن من الخطأ الظن بأن الطفل إذا شاهد مجرماً فقد يصبح مثله بشكل تلقائي ، ولكن تكمن المشكلة الاساسية في حال تقبل الطفل لهذا الفعل الإجرامي ضمنياً وإيجاد مبررات له ،حيث يمكن أن تأثر هذه المشاهد على شخصية الطفل في حال أنه لم يكن يستطيع التفريق بين الخطأ و الصواب بنفسه.

في المقابل ،و برغم السلبيات العديدة لمثل هذه النوعية من الألعاب ، إلا أن هناك بعض الإيجابيات المتمثلة في قدرتها على تنمية الذكاء عند الأطفال ، وزيادة مستوى التركيز و القدرة على حل المشكلات كما انها تجعل تفكيره أكثر توسعاً و دقة.

ومن أجل تجنب الآثار السلبية التي قد تسببها الألعاب الإلكترونية القتالية ، فإن من واجب الأهل اختيار الألعاب المناسبة لأعمار أطفالهم ، مراقبة الوقت الذي يقضونه في ممارسة هذه الألعاب ، و أيضاً في بعض الأحيان من الأفضل مشاركة الطفل اللعب ؛ لإرشاده و توجيهه إلى التفريق بين الصواب و الخطأ و بين الحقيقة الخيال.

في المحصلة ، فإنه وكما يقال” كل ممنوع مرغوب” لذلك لا يجب منع الأطفال/المراهقين من هذه الألعاب في حال رغبته بها؛ لإن هذا سيزيد من إصراره عليها ، ما قد يدفعه إلى الكذب أو ارتكاب ممارسات أخرى خاطئة . ولكن يكمن الحل الأمثل في التوجيه ، المشاركة و العمل على بناء شخصية مستقلة للطفل تجعله قادراً على الفصل بين الحياة الواقعية و الألعاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة