
لا تفعل الخير!
لا حاجة لخيرٍ فعلته، ولسانك ينطق به!
قبل أن تفعل الخير ، توقف لحظة أمام عتباته، واخلع نعليك ( نعلُ الكِبَر ونعلُ التجمّل) فأنت على مشارفِ وادٍ جِدُّ مقدَّس!
أيّ شائبةٍ قد تُعكِّر عليك أجرك!
بمجرد نظرتك الفوقيّة للمحتاج، وظنّك أنك أفضل منه، وأن عليه الانصياع لك والصدوع لأمرك، فهذا هو نعلُ الكِبَر!
بعض البشر لا يعيرون انتباههم لهذا النعل القبيح، ويرتدونه بل وقد يقذفون به على رؤوس المحتاجين لخيرهم! وأنا على أشد الأسف لوصفٍ كهذا، ولكنّه الواقع! فيزيدون ذلّ الطلب ذلّاً، ويمثِّلون بجسد المحتاج وهو على قيد الحياة!
وأما عن نعلِ التجمّل، فهذا المصطلح أتمنى أن يتضح معناه في نهاية الكلام، فيأتي صديقنا هذا الذي يريد فعل الخير، ويعطي للمحتاج سؤله ويؤدّي جميله على أتمّ وجه ، وبلا شروط أو حتى مقابل، رائع أليس كذلك! جزاه الله خيراً..
إلّا أن صديقنا هذا كلما تحدّث مع ذلك المحتاج، استلّ من بين مواضيعهِ موضوعَ خيرهِ الذي فعله له، فيخبره عن جميل ما قدّمه لسدّ حاجته ، وكأنّ صديقنا يودّ بطريقة أو بأخرى أن يُخلّد فعلته في تاريخ المحتاج، بل ويخلّد فضله عليه، ويقصد بذلك أنّه السبب لبقاء المحتاج على وجه الأرض، وأن المحتاجَ بدونه سيموت وستذهب ريحه!
وهذا النعل هو أشد قبحاً من الآنف ذكره، ولرائحته الأثر الأعمق في نفس ذلك المحتاج، هذا إن كان فعلا قد احتاج لخير ذلك الوغد ^^ ( تحمست قليلاً) …
تأكد من خلعك لنعليك عند عتبات الخير المقدّس، لِئلّا تُدنّسه وأنت تجهل ذلك!
كَثّرَ اللهُ من أشباه هؤلاء الذين يصنعون المعروف ويرمونه في البحر!
أحمد الفار
I regard something really interesting about your web site so I saved to favorites.