
لماذا نحن في شقاء ؟
لماذا نحن في شقاء ؟
يا لذلك الزمن الجميل الذي نفتقده ، ودوما نسترجع ماضيه و نتمنى أن نغرق في ذكرياته فلا تستفيق أبدا ..
رغم صعوباته التي لا ينكرها كل صادق مع نفسه ، بين أب اتخذ وظيفة الشرطي والضابط والجلاد الأسري ، وأم مهملة لاحتياجات أبنائها ، غارقة في مسؤولياتها ، متقنة دور المظلوم الشاكي بلا نهاية.. .
إلا أننا عشنا أياما جميلة جدا ، مع نقص المال ، وشح الأطعمة وقلة الملبس ..
واليوم وكأننا نعيش في زمن آخر ، فالعائلة متصالحة مع بعضها إلى حد كبير ، والزوج والأب صديقا لأبنائه ، والأم تلهث لقاء راحة أسرتها ، فضلا عن ازدحام الخزائن بالملبس والأطعمة والكماليات التي ليست لها حاجة .
فاتسعت المنازل غير أن الصدور ضاقت ، وكثرت الأموال غير أن النفوس شحت ، وازدحمت الكماليات غير أن الأهواء سيطرت .
فما الذي يجري بحق الرب ! وكيف لنا أن نستعيد سعادتنا وقد ملكنا من الدنيا كل شيء !
لا أجد لهذا تفسيرا ، إلا قوله صلى الله عليه وسلم لا تتنافسوا كما تنافس من قبلكم فتهلكوا كما هلكوا ..
إن الوفرة في المال والمطعم والملبس ، والراحة الجسدية وكثرة الكماليات ، تفتل الروح وتبعث فيه داء الجشع والحسد والتنافس والتهالك على الدنيا والرغبة في كل شيء والنظر إلى كل ما هو غير موجود .
فينتشر الداء من القلب والعقل إلى الروح و باقي الجسد ، فيشيخ قبل أوانه ، ويعتل وهو في ريعان شبابه ، فيقتله شجعه وقلة امتنانه .