قلم حر

شكرا لك كورونا

شكرا لك كورونا

قبل عشرات السنين ، كانت المجتمعات تقبل بكل الأوضاع ، وتتكيف مع تغير الأحوال ، وتستأنس بكل الظروف .

فلا ضرر من البقاء بدون كهرباء أسبوعا ، وليست هناك مشكلة من انقطاع المياه أياما ، ولا بأس بالرحيل تبعا للعمل أو للظروف .

بل كنا نرى أنها فرصة للعمل المختلف الذي يكسر الروتين ، وفرصة لتعلم المزيد ، وطيفا من ألوان الحياة الذي لابد منه ، ولا ضير من التعامل معه ، فهو جزء من الواقع فليس منه مفر .

تعلمنا من كل ذلك سرعة التكيف ، والرضا والقناعة وانشراح الصدر رغم قسوة الظروف ، وتقدير النعم والحفاظ عليها وشكر معطيها .

ولكن للأسف مع التكنولوجيا والتطور وتقدم الدول وحسن تقديم الخدمات ، ما عاد باستطاعتنا قبول فقدان بعض الخدمات لساعات ، ومن غير المنطقي حرماننا من أساليب التسلية وقضاء أوقات الفراغ المعتادة  ، ومن الجنون الانتقال من مدينة لأخرى فكيف من دولة لأخرى ؟

فأصبح التكيف مع الظروف ، وقبول التغيير ، والاتجاه مع الريح غير ممكن ، بل من ضروب المستحيل .

غير أن الحياة لم تعقد صفقة مع الأغنياء ، ولم تعطي مواثيقا للملوك ، ولم تضرب الأيمان المغلظة للفقراء ، بل هي لون من ألوان الحياة على الجميع أن يتلون بها شاء أم أبى .

فالتكيف والصبر والسير مع القوم شرقوا أو غربوا هو النجاة .

وقد أرسل لنا كورونا حتى نعيد برمجة مبادئنا وقوانينا في الحياة ، وإعادة تحديث طرق تشغيل أفكارنا وتعاملنا مع الأحداث والظروف .

فعلينا الاستفادة من هذه الجانحة لتعليم أنفسنا وأبنائنا ، كيفية التعامل مع الأحداث وقبولها والتكيف معها ، لأنها قد تطول أو تقصر .

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة