صحتي

التدخين.. عقد صداقة يؤثر سلبا على صحة الإنسان

في شتاء عام 2015 بدأت رحلة الصداقة الأولى بين العشريني أسامة وعلبة السجائر رغم عدم رغبة كل منهما بالآخر بذلك، إذ إن الأول لم يتمكن من استخدامها كما يفعل الآخرون، وكما أنها لم تجد فيه الشعور ذاته.

صداع لم يصيب أسامة من قبل مع الشعور بالقيء والغثيان، أعراض بدأت بالظهور مع اكماله أوّل سيجارة له في حياته، فضلا عن الرائحة غير المحببة التي عبقت بملابسه، وحين ذلك اختزله شعور بأن هذه الصداقة لن تدوم سوى لدقائق، ويرتحل كل منهما في طريق.

ما إن مضى اليوم، حتى استعاد الشاب نشاطه ليوم عاصف، وهو عاصف بالفعل فأخذ بإبرام عقد الصداقة من جديد مع علبة “خطر الموت” التي وضعت عليه شروطا وقيودا تستنزف من صحة ورأس مال جيبه.

وفي العام الأوّل من عقد الصداقة، منحت العلبة اللعينة لأسامة قسطا من الراحة، ليجد نفسه داخل أحد المختبرات لإجراء مجموعة التحاليل التي ظهرت نتائجها سلبية على صحة الشاب مؤثرة على وظائف الرئتين والكبد، ومسببة بذلك اختلالا في توازنه.

وما إن علم بتلك النتائج، أخرج من جيبه علبة أمراضه لا إراديا، وبدأ يدخن سيجارة تتلو سيجارة، لعل ذلك يخفف من وطأة ما أصابه، متناسيا أن السبب الرئيس لما حدث معه التدخين.

وفي العام الرابع منحت علبة السجائر أسامة الفرصة الأخيرة لتجديد عقد الصداقة، بعدما أجرى فحوصات مرة أخرى، والتي أظهرت التهابات في المعدة وتهيجاً في القولون واضطرابا في الكبد واختلالا في وظائف الكبد.

وبعد ذلك بدأ الشاب العشريني يدخل في مشاورات وحوارات داخل نفسه، والتي آلت به لإنهاء عقد الصداقة مع علبة السجائر صغيرة الحجم ذات الأضرار الكبيرة.

ومع بداية رحلة العلاج لأسامة بأيام قليلة بدأت حاسة التذوق تعود له، وسط ممارسته بعض التمارين الرياضية التي تساعده في استعادة نشاطه ورحلة علاجة وإبرام إتفاقية صداقة جديدة مع الحياة.

الجدير بالذكر بأنه بعد مضي نحو 6 أشهر تختفي بحة الصوت وتصبح مينا الأسنان أكثر بياضا وينخفض خطر الجلطة الدماغية واحتشاء عضلة القلب، ويزول ضيق التنفس.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة