ما العمل ان طغت سلطة الروبوت
ما العمل ان طغت سلطة الروبوت؟؟
بدايةً ان العمل من اهم فطرات الجنس البشرى لكى يساير الحياة ويحقق التقدم المطلوب ,كما ان العمل عبادة, وانه لا قيمة للانسان من دون ما يعمله بل من فعل الانسان يتم تقييمه.
ولكن. من اين يأتى نوع العمل ؟
ان طبيعة العمل ما هى الا رد فعل لسد احتياجات العامل التى تختلف باختلاف البيئة والعصر والهدف.فاذا رجعنا بالزمن لايام تجمع اسلافنا لصيد الفريسة قبل اكتشاف الزراعة ,ماذا كان ليفيدهم دراسة حركة الكواكب ونظريات بنية الذرة والعلوم الاقتصادية ؟
فى ذلك الوقت من المؤكد ان مهنة الصياد كان لها نصيب الاسد من بين كل المهن وانه لو كان هناك كلية تخرج صياد لكانت هى كلية القمة كما نقول الآن.
هذا هو موضوعنا الذى انت فى طريق قرائته..
سؤال: ان كنت سقا فى حوارى القاهرة قبل توصيل المياة فى المنازل ثم وجت المياة فى كل البيوت ولا احد يشترى منك ماذا كنت ستفعل؟
الاجابة:اشتغل سباك
نعم,ان البيئة الجديدة قتلت وظيفة وخلقت اخرى ,وبذكاء الرجل وحنكته يتأقلم مع البيئة ويسايرها.فلا تخف وتوكل على الله ثم خذ نفس عميقا وواجه مصير ما فعلت انت ايها الانسان.
وايضا لن يكون من العدل ان ارهقت نفسك فى تنبأ ما سحدث مستقبلا لأنك لن تقدر على تحديد وتسميه المهن التى ستتأتى بها الأيام القادمة,بالضبط كما الصياد الذى لم يكن فى خياله ما يسمى الفلاح ,ولا السقا الذى لم يفقه معنى لكلمة السباك وايضا انت الذى لايدرى ماذا سيحتاج مستقبلا والذى على اساسه ماذا سيعمل لأنه وكما ذكرنا المهنة تأتى كرد فعل للحاجة واننا لا نؤكد ماذا سنحتاج ولكن نجزم كل الجزم اننا حتما سنحتاج.
اعلم اننى حتى الآن لم اشبع حيرتك باجابة منطقية عن كيف سنواجه كفائة و غزو الآلة لكل المجالات,لكننى ولحد ما اخذتك لطريق التفكير الذى قد نجد فيه الحلول القابلة للتطبيق وهو فهم الواقع بطريقة صحيحة, وهو ان الآلة حتى وان بلغت الجبال طولا فانها لم ولن تصبح انسانا. الآلة الآن تكتب مقالا وتلعب الشطرنح “افضل منك” وتقوم بعمليه جراحية وتشخص المرض. ولكنها ان كتبت مقالا لن تنظم قصيدة وان لعبت الشطرنج لن نضع قانونا له ان عالجت المرض فانها لن تخترع دواءا غير موجود .الخلاصة صاحبى الآلة لا تبدع “على الاقل حتى الآن”
وعلى مستوى آخر فان الآلة كما تكثر من الانتاج فانها تكثر الطلب وطلب اكثر يعنى فرص عمل اكثر .
فى مقال نشر على موقع CNBC تحدث الكاتب chloe taylor عن خطر سيطرت الذكاء الاصطناعى على 20 مليون وظيفة بحلول 2030. وبالرغم من هول ذلك الرقم ان صح الا ان هذا لا يمنع من انه سيؤدى الى تنمية اقتصادية وحلول لكثير من المشاكل العامة وهذا دليل ان تلك الخطوة التى والى حد ما قد تمت بالفعل لها وعليها وان فوبيا الذكاء الاصطناعى التى صدرتها لنا افلام هوليوود -وان كان لها جانب من الصواب- فانها بعيده عن امر الواقع.
رابط المقال https://www.cnbc.com/2019/06/26/robots-could-take-over-20-million-jobs-by-2030-study-claims.html
ختاما: اننا الجنس البشرى قد سلكنا طريق الحياة التى لن تنتهى الا بأمر خالقها ولو كان مصيرنا بايدينا لهلكنا وما وصلنا الى ما نحن عليه ولكنها بأمر الله هو مالك كل شئ ولا ندرى ماذا يخبئ لنا المستقبل, ان كان خيرا فالحمد لله وان كان شرا فهذا نتاج عملنا الذى ومصيرنا الذى لابد ان من موجهته.
..بقوة قلوبنا وايمانها بذاتها,نخلق العزيمة للمضى قدما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته….
