أفلامافلام وموسيقى

مراجعة فيلم The Mauritanian 2021

سنة الإصدار: 2021

التصنيف: R

النوع: دراما / دراما قانونية

التقييم: 7.4/10

كتابة: Michael Bronner, Rory Haines and Sohareb Noshirvani  

إخراج: Kevin Macdonald

بطولة: طاهر رحيم، Jodie Foster, Shailene  Woodley and Benedict Cumberbatch 

قصة الفيلم 

تم اقتباس الفيلم من رواية “يوميات غوانتانامو” الذي كتبه محمدو ولد صلاحي أثناء اعتقاله في معتقل غوانتانامو بمساعدة محاميته، وحرره لاحقًا Larry Siems. 

وتدور أحداث الفيلم حول الموريتاني محمدو ولد صلاحي وصراعه لأجل الحرية بعد أن تم اعتقاله وسجنه لمدة 14عامًا من قبل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، دون توجيه أي تهمة له! ومحاولة إلصاق تهمة الانتساب لتنظيم القاعدة، وهجمات 11 سبتمبر. 

مراجعة الفيلم 

بدأ الفيلم بمشهد من حفل زفاف موريتاني تقليدي، ولقد أحببت ذلك للغاية؛ إظهار عادات وتقاليد الشعب الموريتاني في أجواء مليئة باللطُف، والدفء، والأمان، والسعادة، ومن ثم الانتقال لاعتقال محمدو ولد صلاحي من حفل الزفاف من قبل السلطات الموريتانية، ومن بعد ذلك تسليمه للأردن، ومن بعدها لقاعدة عسكرية في أفغانستان، وأخيرًا احتجازه في معتقل غوانتانامو.

في مشهد واحد صوّر لنا المخرج كيف انتقل محمدو ولد صلاحي من أكثر الأماكن أمانًا في وطنه ومع عائلته، إلى أكثر الأماكن رُعبًا في العالم، ونعم لقد استطعت الشعور بالوحدة والخوف اللذان خيّما على حياة محمدو بشكل مفاجئ. 

ومن بعد ذلك يوضح لنا الفيلم أن الحكومات لا تملك حدودًا في التعامل مع السجناء عندما تريد الحصول على شيء؛ معاملة لا إنسانية، وتعذيب بأبشع الطرق، وحرمان، وتهديد، وكل ما يتنافى مع مبدأ الإنسانية والرحمة مقابل الحصول على اعتراف، وإلصاق التهمة بأي شخص يقع بين يديها. 

ولكن مع وجود أشخاص مثل المحامية نانسي هولاندر وتيري دونكان، و سعيهم الكبير لتحقيق العدالة ورفع الظلم عن السجناء؛ مع اختلاف دياناتهم وجنسياتهم، سوف تبقى العدالة تتحقق. 

وأشخاص مثل ستيوارت كوتش، لا يخشون خسارة مناصبهم، ولا يخشون فضح ممارسات الحكومات الظالمة، فلا بد وللعدل أن يعم في العالم. 

معتقل غوانتانامو 

لا بد وأنك سمعت سابقًا عن معتقل غوانتانامو، وهو سجن يقع خارج الحدود الأمريكية، ويُعتبر ذو سلطة مطلقة، وبدأت الحكومة الأمريكية استعماله في العام 2002 لاحتجاز الارهابيين، وقد تم اعتباره من قبل منظمة العفو الدولية أنّه ما يمثل همجية هذا العصر؛ لأنه لا يتبع لرقابة أحد، ولا تنطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان. 

ومع ذلك لم يكن المعتقل في الفيلم بذلك السوء؛ لست أدري لو كان ذلك معتمدًا، ولكنّه حقًا لم يكن بالسوء الذي تم وصفه به سابًقا، ولم أقتنع بذلك على الإطلاق حتى أثناء مشاهِد التعذيب، عندما نتحدث عن أسوأ معتقل في هذا العصر، ولا يوجد به أي احترام للإنسانية وحقوق الإنسان، من المفترض على الإنسان الطبيعي أن لا يتمكن من إكمال مشاهد التعذيب خصوصًا، وأن يشعر بالظُلم الكبير الذي يعاني منه السجناء، ولكن ذلك لم يحصُل في هذا الفيلم. 

علمًا أن الجهات الأمنية قد قامت بحذف أجزاء كبيرة من كتاب محمدو قبل السماح بنشره؛ ربما هذه الأجزاء هي ما تم حذفها. 

الحرية

مُحاكمة تجري مع محمدو وهو داخل السجن، خطاب يلقيه ويفجّر عواطف المُشاهد، مع زوايا التصوير التي تتناول محمدو، وفريق المحاماة، والقاضي، مشهد أوسكاري بامتياز. 

أمّا عن طاهر رحيم، يا ربّاه، ما هذا التمثيل؟ ما هذا الإتقان؟ ما هذا الابداع؟ ما هذا الأداء؟ 

لا كلمات في هذه اللغة قد تصف مهارة طاهر رحيم في تمثيل دور محمدو ولد صلاحي، وعليهم استحداث واحدة من جوائز الأوسكار لأفضل ممثل في هذا العام، ويتم منحها لطاهر رحيم فقط لا غير. 

سبق وأن استطعت الشعور بالحرية تتسلل لكامل أجزاء جسدي مرتين، مرة عند مشاهدتي فيلم The Shawshank Redemption، والمرة الثانية هي عند مشاهدة محمدو ولد صلاحي يخرج من معتقل غوانتانامو بعد 10 أعوام من الظلم، وهو يتنفس الهواء الطلق، ويطلق العنان لحريته، وبمنتصف ذلك يقطع علينا المخرج المشهد؛ لأنّه حقًا عاد للسجن 6 سنوات أخرى لأن السلطات تريد ذلك. 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة