العالم من حولي

سد ” بارليف” الأثيوبي.. نفس الفكر ..ونفس النهاية! بقلم محمد ثروت 

‏سد ” بارليف” الأثيوبي.. نفس الفكر ..ونفس النهاية! بقلم محمد ثروت

كتب : محمد ثروت

عرفت مصر منذ القدم بأنها هبة النيل فقد ارتبط وجودها بهذا النهر الذي يمدها بشريط طويل من التربة الخصبة الممتدة عبر الصحراء.

وبذلك يثير سد النهضة الهائل، الذي يقع على نهر النيل ويبلغ ارتفاعه 145 متراً، توتراً كبيراً مع دولتي المصب والممر مصر والسودان، ودولة المنبع إثيوبيا، خصوصاً بعدما أعلنت الأخيرة أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان.وكما يتابع الجميع مؤخرا أن أثيوبيا تضع اللمسات النهائية على مشروع سد النهضة الذي تقيمه على النيل الأزرق

وتخشى مصر من تأثيره على إمداداتها من المياه الأمر الذي قد يؤدي موت جزء من أراضيها الزراعية الخصبة ويضغط على عدد سكانها الكبير، والذي أشارت الإحصاءات مؤخرا إلى أن عددهم وصل إلى 104 ملايين نسمة. فما هو هذا السد الذي يثير تلك المخاوف في مصر؟

فيما يلي حقائق عن سد النهضة الأثيوبي أو سد الألفية الكبير وفي رأيي “سد الخراب” .

البداية: منذ فترة طويلة وأثيوبيا تسعى لبناء سد يوفر لشعبها الاحتياجات المائية ولكنها لم تقدم فعليا على هذه الخطوة إلا مؤخرا حيث بدأت في بناء السد عام 2011.

الموقع: يقع السد في منطقة بينيشانغول، وهي أرض شاسعة جافة على الحدود السودانية تبعد 900 كيلو متر شمال غربي العاصمة أديس أبابا.

الامتداد: وقد رصدت الحكومة الأثيوبية مساحة واسعة من الأراضي لبناء هذا السد حيث يمتد المشروع على مساحة تبلغ 1800 كيلو متر مربع

الأكبر في أفريقيا: ويبلغ ارتفاع سد النهضة 170 مترًا ليصبح بذلك أكبر سد للطاقة الكهرومائية في أفريقيا.

الكلفة: وتكلف المشروع نحو 4.7 مليار دولار مولت أغلبه الحكومة الإثيوبية فضلا عن بعض الجهات الإقليمية والدولية.

السعة التخزينية: وتصل السعة التخزينية للسد لـ 74 مليار متر مكعب، و هي مساوية تقريبا لحصتي مصر و السودان السنوية من مياه النيل.

وتيرة العمل: يعمل نحو 8500 شخص في هذا المشروع على مدار 24 ساعة يوميًا.

توليد الكهرباء: ولهذا السد القدرة على توليد نحو ستة آلاف ميجاوط من الطاقة الكهربائية، وهو ما يعادل ثلاثة اضعاف الطاقة الكهربائية المولدة من المحطة الكهرومائية لسد اسوان المصري.

يشار إلى أن السد يمثل منذ فترة طويلة مصدر فخر وطني في إثيوبيا، التي راهنت في 2011 تحت حكم رئيس الوزراء آنذاك الراحل ميليس زيناوي على السد، الذي قدمه كعامل محفز للقضاء على الفقر.

فيما ساهم موظفو الخدمة المدنية في ذلك العام براتب شهر لمصلحة بناء المشروع الطموح، وأصدرت الحكومة منذ ذلك الحين سندات للسد تستهدف الإثيوبيين في الداخل والخارج.

و لا يزال السد رمزا قويا لتطلعات التنمية الإثيوبية، كما أنه يوفر قضية نادرة للوحدة في بلد متنوع عرقياً يمر بمرحلة انتقالية ديمقراطية مليئة بالمشاكل وينتظر انتخابات تأخرت بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

كما لا بد من الإشارة إلى أن مصر التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة، تعتمد على مياه النيل في قطاعي الري ومياه الشرب بنحو 97%، وتؤكد أن لها “حقوقاً تاريخية” في مياه النهر بموجب اتفاقيتين موقعتين في 1929 و1959، لم توقعهما إثيوبيا التي تعتبرهما باطلتين.

في حين وقعت أديس أبابا اتفاقاً منفصلاً قاطعه السودان ومصر في 2010 مع دول حوض النيل، يتيح لتلك الدول إقامة مشاريع للري وتشييد سدود كهرمائية.ويعيش أكثر من نصف سكان إثيوبيا البالغ عددهم 110 ملايين نسمة بدون كهرباء..

من جانبهم، حذر مراقبون من أن الخلاف على الشروع في ملء خزان السد يمكن أن يشتت الانتباه عن مجالات الخلاف الرئيسية الأخرى، وهذا يشمل أي آلية ينبغي اللجوء إليها لحل النزاعات حول عمليات السد وكيف ينبغي إدارة السد أثناء فترات الجفاف.

ومن كل ما تقدم يتضح لنا أن الفكرة ليست وليدة اللحظة وإنما مطروحة عبر عقود طويلة للقضاء علي الحضارة المصرية وأقدم دولة مركزية في العالم، بنفس منوال خط بارليف الإسرائيلي ولكن نحن علي ثقة تامة في القيادة السياسية الرشيدة وقواتنا المسلحة العريقة وذلك بالاشارة دون التصريح في المنطوق.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة