ساعد الإعلام الرياضي علي زيادة لهيب التعصب بين أكبر جمهورين في الوطن العربي بل وفي إفريقيا والشرق الأوسط من خلال تلك الرسائل الغامضة التي يبثها المتعصبين والمنتمين منهم إلي كلا النادين عبر المنابر التي يظهرون عليها مستغلين الناحية العاطفية لدي المشجعين, مما يجعلهم قادرين علي ترسيخ الأفكار التي يتناولونها في عقول متابعيهم وذلك من خلال برامجهم عبر شاشات التلفاز أو المحطات الإذاعية أو حتي عبر كتابتهم في الصحف والمواقع الإلكترونية والتي تحمل سماً قاتل قادراً علي تفكيك رابط الأسرة الواحدة التي قد يكون بها شخصان ينتمي كلاً منهم إلي أحد القطبين الكبيرين.
وزاد من فتيل هذا التعصب هو ظهور العالم الموازي ” السوشيال ميديا ” ذلك الواقع الافتراضي الذي تحول إلي ملجأ يفرغ فيه الشباب طاقتهم أو هروباً من ضغوط الحياة الواقعة عليهم, لذا قام بعض ثعابين الإعلام المتعصبين إلي نشر سمهم علي تلك المنصات الاجتماعية التي تضم الملايين من متابعي كرة القدم والذين تؤثر عليهم كلمة واحدة يروها علي حساب أحد الشخصيات المهمة التي تنتمي إلي النادي الذي يشجعه فيأخذه كأنها قاعدة ثابتة لا يمكن تغيرها أو حتي المناظرة فيها, وتزداد شدة هذه المعلومة عند التحاور بين مشجعي الفريقين التي قد تصل إلي حد التراشق بالألفاظ أو الاشتباك بالأيدي بسبب كلمة خاطئة تلقاها من أفعي استغلت منابرها الإعلامي لكي تشل العقول عن التفكير بسب السم الذي تلقيه من خلال تلك المنصة التي تظهر عليها.
وفي الفترة الأخيرة بعد اجتياح فيروس كورونا العالم وأحدث حالة من الشلل في كأفة القطاعات المختلفة ليس في مصر وحدها بل المعمورة أجمع, كان هذا الأمر مشجعاً لتلك الأفاعي في تحويلها سمها إلي موقع الفيديوهات ” اليوتيوب ” معلنين عن قنواتهم التي سيقومون من خلالها في مواصلة ما أفسده عليهم كوفيد-19, معتمدين علي شهرة تلك المنصة الإلكترونية التي تضم ملايين المتابعين سواء من يهتمون بكرة القدم أم لا وبالتالي يكونوا قادرين علي مواصلة عملهم ونشر السموم التي تتعب أفواههم إذا ظلت بداخلها دون أن تصيب عقول هؤلاء الفتية الذين هم وقود نيران الفتنة التي يحاولون اشعالها بكل السبل متناسيين أن ” الفتنة نائمة ملعون من أيقظها “.