
الشخصية التجنبية تعاني من صراع داخلي عميق؛ فهي تشتاق للتواصل لكنها تهرب منه خوفًا من الرفض أو الأذى. هذا السلوك، المعروف بـ”التجنب”، لا علاقة له بوضع حدود صحية، بل ينبع من تجارب مؤلمة وتوقعات سلبية تراكمت عبر الزمن.
صاحب هذه الشخصية غالبًا ما ينجذب لعلاقات غير صحية ويتمسك بها رغم إدراكه لضررها، فقط لأنه يخشى الوحدة أو تكرار الخذلان. يبتعد عن أي علاقة تقترب من “منطقته الآمنة”، وينسحب فجأة دون تفسير. يتجاهل الرسائل، يرفض التغيير، ويُسقِط تجاربه الماضية على كل من يحاول الاقتراب منه.
يتبنى أسلوب حياة انعزالي، ويعتمد على الشاشات ووسائل التواصل كبديل زائف للتفاعل الحقيقي، مما يعزز عزلته أكثر.
العلاقات العاطفية معه مرهقة، بسبب غياب الحميمية، وصعوبة التعبير، وانعدام النقاش الفعّال. كما أنه يفتقر للتعاطف نتيجة ضعف الذكاء العاطفي.
التحرر من هذا النمط يتطلب شجاعة في مواجهة الذات، وفهم الجذور النفسية لهذا السلوك، بمساعدة مختص نفسي وسلوكي، ليبدأ رحلة التعافي من الداخل.