قلم حر

حكايا الشباك #1 : ومن الحب ما قتل

من الجميل ان الشخص لا يتذكر ماذا تعشى البارحة ولكن لديه صورة كاملة في ذاكرته لحدث عدى عليه العشرين سنة .. كنا نسكن بناية ذلك الوقت ، فيها من كل بلاد العرب عائلة . فائدة ذلك طبعا انك ربما تفطر على زعتر و زيتون ، تتغدى على كشري و عشاءك يكون على شيء لا تستطيع نطقه ولكن حتما تستطيع هضمه ..

بالحديث عن الأكل ، كان أمامنا مطعم لطبخ اللحم و الدجاج وكل مايؤدي بك الى قيلولة و خمول . من ألذ ماذقت و ربما أقول ذلك فقط لأنه كانت لدي معرفة بشخص يعمل هناك . كان لطيف معي كطفل من مزاح وما شابهه ، وكان شباك بيتنا يطل على محله فأعتقد ان كثرة رؤية الشخص تؤلفك عليه ..

هذا الشخص كان يحب فتاة من بني جلدته ومن معارفه ، هي أتت مع اهلها هنا لعمل والدها وهو أتى هنا باحثا عن الرزق . كل شيء في باله كان يوحي بانها له و هو لها ، حتى تقدم لها عريس لا يرفض من وجهة نظر الأب.
في ذلك الوقت كلمة الفتاة جانبية ، لا تؤخر ولا تقدم فالقبول والرفض ..

وصل الخبر لصاحبنا وهو في محله ، لما يتقبله بأي رضا او قبول للقسمة والنصيب . فلم يكن يعلم اهي مجبورة ام راضية ام بكل برودة قلب وافقت على العريس .

تعمق الحزن في قلب صاحبنا ولم يرى للعيش سبب بعد هذا الأمر ، فاخذ اسطوانة غاز من محله صاعدا بها الى غرفته الصغيرة . لف صمام الغاز ليتسرب في أرجاء الغرفة وراح مستلقيا منتظرا نهاية لحزنه . فارق الحياة و لا أحد يعلم ما جاء في باله تلك اللحظات ولكن الاغلب انها لم تكن سعيدة ..

زر الذهاب إلى الأعلى
error: حقوق النشر محفوظة