
بورتسودان :شريان الاقتصاد السوداني في زمن الحرب
تُعد مدينة بورتسودان، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، من أبرز المراكز الاقتصادية في السودان، حيث تضم الميناء الرئيسي والمطار الدولي، وتلعب دوراً حيويًا في حركة التجارة الخارجية. منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني و مليشيا الدعم السريع، أصبحت بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية، مما زاد من أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية.
الأهمية الاقتصادية لميناء بورتسودان
يُعتبر ميناء بورتسودان المنفذ البحري الرئيسي للسودان، حيث تمر عبره حوالي 90% من التجارة الدولية للبلاد. يستقبل الميناء البضائع الواردة ويُصدّر المنتجات السودانية، بما في ذلك النفط الخام والمنتجات الزراعية. كما يُعد الميناء منفذاً بحرياً مهماً لبعض دول الجوار المغلقة مثل إثيوبيا وتشاد وجنوب السودان.
يضم الميناء عدة مرافق متخصصة، منها الميناء الجنوبي لاستقبال الحاويات، والميناء الأخضر للبضائع العامة، وميناء سواكن لخدمة الركاب والبضائع المتجهة غالباً إلى جدة في المملكة العربية السعودية.
مطار بورتسودان الدولي
يُعد مطار بورتسودان الدولي من المرافق الحيوية التي تربط السودان بالعالم الخارجي. يخدم المطار عدة شركات طيران، منها الخطوط الجوية الإثيوبية، الخطوط التركية، ومصر للطيران، مما يُسهم في تسهيل حركة الركاب والبضائع.
الهجمات على بورتسودان
رغم الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية بورتسودان، لم تسلم المدينة من الهجمات خلال الحرب. في مايو 2025، شنت مليشيا الدعم السريع سلسلة من الهجمات بالطائرات المُسيّرة على المدينة، مستهدفةً منشآت حيوية مثل قاعدة عثمان دقنة الجوية، ومستودعات الوقود، مطار بورتسودان الدولي، ميناء بورتسودان ومرافق مدنية أخرى. تسببت هذه الهجمات في أضرار مادية كبيرة، بما في ذلك حرائق في مستودعات الوقود، وتعطيل حركة الطيران في مطار بورتسودان الدولي.
قطع العلاقات مع الإمارات
في مايو 2025، أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة، متهماً إياها بدعم الدعم السريع بالسلاح والعتاد والمرتزقة. واعتبر السودان أن الإمارات أصبحت دولة عدوانية تهدد سيادته وأمنه القومي.
قدمت الحكومة السودانية شكاوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، مطالبةً بإدانة الإمارات ووقف دعمها لمليشيا الدعم السريع. كما لوّحت باتخاذ إجراءات قانونية دولية ضد الإمارات للحصول على تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالسودان نتيجة لهذا الدعم و لمنع الإمارات من إرسال أي أسلحة جديدة لمليشا الدعم السريع.
تُبرز الهجمات على بورتسودان وقطع العلاقات مع الإمارات التحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها السودان في ظل النزاع المستمر. من الضروري أن تُبذل جهود محلية ودولية لحماية البنية التحتية الحيوية وضمان استمرار عملها كمركز اقتصادي وإنساني في السودان.