
“واحة الغروب” : أجمل رواية للمبدع بهاء طاهر تحكي عن علاقة مذبذبة بين مصري يدعى ” محمود عزمي ” يعمل مأمورا بواحة سيوة ، وزوجته الإنجليزية ” كاثرين ” صاحبة الأصل الأيرلندي المتتبعة آثار الإسكندر الأكبر للبحث عن قبره، وتحكي الرواية واقعة حقيقية تخص ” محمود عزمي ” مأمور واحة سيوة في أواخر القرن التاسع عشر تحديدا العام 1897 عندما أقدم على تفجير معبد ” أم عبيدة ” بالواحة.
تقول دار الشروق في تعريفها بالكتاب: “يعود بهاء طاهر فى روايته الجديدة والبديعة ” واحة الغروب ” والتى لاقت نجاحا جماهيريا واستحسانا نقديا كبيرا، إلى نهايات القرن التاسع عشر، وبداية الاحتلال البريطانى لمصر.
حيث يُرسل ضابط البوليس المصرى محمود عبدالظاهر، والذى كان يعيش حياة لاهية بين الحانات وبنات الليل، إلى واحة سيوة لشك السلطات فى تعاطفه مع الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغانى وأحمد عرابى.
فيصطحب زوجته الأيرلندية «كاثرين» الشغوفة بالآثار، والتى تبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر، لينغمسا فى عالم جديد شديد الثراء والخصوصية يجبرهما وأهل الواحة على مواجهة أنفسهم فى زمن اختلطت فيه الانتهازية والخيانة والرغبة بالحب والبطولة.
يطرح الكاتب هموم الوطن ممزوجة بتجربة العلاقة بين الشرق والغرب على المستويين الإنسانى والحضارى .
يوضح المؤلف ان “الرواية كتبت عن لحظة هزيمة العرابيين وعن اللحظة التى نعيشها اليوم من هزائم وطنية عامة ويكفى أن نشاهد ما يحدث فى العراق وفلسطين ومصر. والفكرة الرئيسية التى صدمتنى ما فعله المأمور محمود عزمى بحرقه للمعبد فى أواخر القرن التاسع عشر فى واحة سيوة، أما باقى الأحداث فكلها متخيلة فمن المؤكد أنه عاصر الثورة العرابية ولابد أن يكون قد تأثر بلحظات الاستعمار والهزيمة فى هذه الثورة ولابد أن يكون الاحتلال الإنجليزى قد ترك بصمات واضحة عليه”.
من الرواية نقرأ علي لسان كاثرين:
“قرأت كل شيء عن هذه الصحراء وعن سيوة قبل أن نبدأ الرحلة – كل ما جلبته معي من أيرلندا من كتب الرحالة والمؤرخين وكل ما استطعت أن أجده في مكتبات القاهرة. اعتقدت أني لن أكتشف جديدا ولن يدهشني شيء. درست كل المكتوب عن الطريق وعن الآبار والكثبان والعواصف، لكن الكتب لم تحدثني عن الصحراء الحقيقية. لم أعرف منها كيف تتغير الألوان فوق بحر الرمال عبر ساعات النهار، ولا وجدت فيها كلمة عن تحرك الظلال وهي ترسم سقفا رماديا نحيلا على قمة تل أصفر أو تفتح بوابة داكنة في وسطه، ولم تعلمني كيف تنعكس السحب العالية الصغيرة فوق الكثبان أسرابا مسرعة من طيور رمادية، ولم تتحدث عن الفجر، بالذات الفجر، وهو يتحول من خيط رقيق أبيض في الأفق إلى شفق أحمر يزيح الظلمة ببطء إلى أن يتوهج الرمل بحرا ذهبيا مع أول شعاع للشمس و ساعتها تنفذ إلى أنفي رائحة لم أعرفها في حياتي أبدا من اختلاط ندى الفجر بالشمس بالرمل، رائحة شهوانية لا تنفذ الى أنفي وحده بل تتفتح لها مسام جسمي كله فأكاد لولا الخجل، لولا أصوات رجال القافلة الذين استيقظوا خارج الخيمة، أن أمسك بيد محمود و أقول تعال هنا بسرعة! فوق هذا الرمل المبتل”
فازت واحة الغروب بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الأولى في عام 2008 وتحولت لمسلسل من تأليف مريم نعوم وإخراج كاملة أبو ذكري وهي مخرجة ذات طابع خاص، فأعمالها دائما ذات بصمة، والمسلسلات الثلاثة التي قدمتها في التليفزيون، كانت مأخوذة من أعمال روائية، فهي لا تبحث عن أي عمل لكنها تسعى للجمع بين المتعة الدرامية للمسلسل، والقيمة الأدبية، وأجادت استخدام ذلك في مسلسل “ذات” لإبراهيم أصلان، الذي نقل نيللي كريم إلى منطقة أخرى تماما من النجومية، ثم “سجن النسا” لفتحية العسال. وقدمت أيضا نيللي كريم وروبي ودرة.
“فراق الحبايب.. مُرّ يوجعني
سافر حبيبي وداخل لي يودعني
بكى وبلّ المحارم
وأنا قلت إيه يعني؟
والله فراق الحبايب مُرّ يوجعني”
أصبحت أغنية تتر “واحة الغروب” الأولى من حيث الانتشار بين تترات مسلسلات رمضان، وخلال ثلاثة أيام حقَّقت قرابة النصف مليون مشاهدة على عدّة مواقع، من بينها يوتيوب وساوند كلاود، لاعتماده على موال من تراث الموسيقى الصعيدية، وصوت المطرب وائل الفشني، الذي بدا ذا لمسة صوفيّة.
وتصدى للبطولة: